اختراعات غيرت العالم.. "الساعة" رفيقة الإنسان عبر الأزمان
كانت الحاجة ولا تزال أم الإختراعات، فكلما تقدمت مجالات الحياة، كلما مهد ذلك لثورة تكنولوجية، وفي سعي الإنسان نحو التكيف مع البيئة المحيطة، والإستفادة منها، قام بابتكار آلاف الإختراعات لكي تصبح حياته أكثر سهولة.
وضمن هذه السلسلة الرمضانية سيقدم لكم موقع "ولو.بريس" أهم الإختارعات التي غيرت حياة الإنسان وسنقوم اليوم بتقديم اختراع مهم جدا إسمه "الساعة".
يعتتبر قياس الوقت وضبطه "فن بحد ذاته"، غير أن تاريخ تطور أدوات قياس الوقت والساعات بأنواعها والمراحل التي مرت بها تخبرنا الكثير عن حرفية الإنسان ومهاراته الإبداعية عبر الزمن.
ويقول المثل المشهور: "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، فمنذ أن أدرك الإنسان مفهوم الوقت، أو حقيقة أن الحاضر شيء مختلف عن الماضي وعن المستقبل، بدأ سعيه لتسجيل هذا التيار المتواصل وحيد الإتجاه وتحسين استفادته منه.
وعلى مر التاريخ استخدم الإنسان عدة سبل لقياس مرور الوقت، فقبل ظهور الساعات في شكلها المتعارف عليه حاليا، اعتمدت الحضارات القديمة سواء الفرعونية أو الإغريقية أو الرومانية، على عدة أدوات غريبة لمعرفة الوقت؛ مثل الأجرام السماوية، والماء، والبخور.. وغيرها.
ورغم بدائية تلك الساعات، إلا أنها تكشف عن عبقرية الإنسان القديم، الذي سعى لتحديد الوقت رغم ضعف الإمكانيات المتاحة له، على عكس ما نحن عليه الآن.
وكما هو معروف فالساعة هي آلة تستخدم لقياس الوقت أو لمعرفة الوقت، وتطورت صناعة الساعات حتى وصلت إلى ما نراه اليوم من أشكال كثيرة مثل ساعات اليد، أو ساعة المنبه، وساعات الحائط.
وفيما يختص بتاريخ تطور الساعات لحساب الوقت كانت البداية مع الساعة الشمسية عند اليونانيين، والرومان، والمصريين القدماء، وكان هذا قبل الميلاد، إلى أن جاء من بعد ذلك الإسلام حيث برع العلماء المسلمين في العصور الوسطى في صناعة الساعات إذ قاموا بتطوير "الساعات الشمسية" إلى "الساعات الشمسية الدائرية" بهدف قياس الزمن والتقويم، ومنها "ساعة الرحلة" والتي سميت بإسم آخر وهو "الساعة الشمسيّة النقالة"، ومنها أيضا الساعه الرخامة والتي تقوم بإعلان الوقت بصوت رنان ومسموع.
كما وأبدع العلماء المسلمين باختراع "الساعة المائية"، و"الساعات الزئبقية"، و"الساعات الرملية"، و"الساعات الشمعية"، ومن أشهر الساعات التي قام المسلمون بصناعتها، هي الساعة التي قام الخليفة هارون الرشيد بإهدائها لملك الفرنجة، وساعة الجامع الأموي، ومن بعد ذلك اخترعت الساعات الميكانيكية في القرن 14 والقرن 15 للميلاد، إلى أن تم اختراع ساعة البندول في القرن 17 للميلاد، وتلتها الساعه الكهربائية في القرن 19، وساعة الكوارتز والساعة الذرية في القرن 20.
وفي الحقيقة لا نستطيع القول بأن شخصا واحدا هو من اخترع الساعة، فالإنسان على مر العصور والأزمان اجتهد في تطوير وابتكار أدوات قياس الزمن لقياس الوقت والتقويم، نظرا لأهمية الوقت منذ بدء الخليقة، وكمثال فالسومريون (نشأوا في الحضارة السومرية التي ظهرت في أرض العراق)، هم أول من نجح في استخدام الشمس لحساب السنة، وذلك عندما لاحظوا حركة الشمس منذ شروقها في اليوم الأول وحتى شروقها في اليوم التالي، لذا يعزى الفضل لهم في تقسيم العام إلى 12 فترة كل فترة مقسّمة إلى 30 جزء، وهو ما يعرف بالأشهر والأيام في وقتنا الحالي.
في حين استخدم المصريون القدماء والصينيون القمر لتحديد الزمن، فقسموا العام إلى 365 جزء، ومن بعد ذلك جاء كل من العرب والمسلمين واخترعوا الساعات بشتى أنواعها.
حري بالذكر، أن الزمن الذي نعيشه، والوقت الذي نحياه، إنما هو جزء من كياننا الكبير، وقيمته ليس كما يقول المثل "من ذهب" فحسب، وإنما هو أغلى بكثير منه، إذ لا مقايسة بين قيمة الذهب وقيمة الوقت، وذلك لأن الإنسان يستطيع أن يحصل على ما يريد من الذهب بهذا الوقت، لكنه يستحيل عليه إعادة دقيقة بل ثانية من عمره و حياته، و لو دفع كنوز العالم ثمنا لذلك.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 12:45 المغرب يرسل قافلة ثانية من المساعدات إلى المناطق المتضررة بإسبانيا
- 12:15 الـ"CDT" ترفض دمج “كنوبس” بـ”CNSS”
- 12:00 ترامب يعيّن كريس رايت وزيرا للطاقة
- 11:45 لفتيت يتصدى للنقل عبر التطبيقات الالكترونية
- 11:23 "الشاباك" يعلن استهداف منزل نتنياهو
- 11:19 انخفاض مرتقب في أسعار المحروقات
- 10:52 أسعار الطماطم تعود للارتفاع في الأسواق المغربية