اختراعات غيرت العالم.. مكيف الهواء وذكاء المهندس "ويليس كارير"

كانت الحاجة ولا تزال أم الإختراعات، فكلما تقدمت مجالات الحياة، كلما مهد ذلك لثورة تكنولوجية، ففي سعي الإنسان نحو التكيف مع البيئة المحيطة، والإستفادة منها، قام بابتكار آلاف الإختراعات لكي تصبح حياته أكثر سهولة.

وضمن هذه السلسلة الرمضانية سيستعرض لكم موقع "ولو.بريس" أهم الإختارعات التي غيرت حياة الإنسان وسنتطرق اليوم إلى اختراع تطور بشكل سريع ألا وهو "مكيف الهواء".

اعتاد الكثير من البشر على مكيفات الهواء لتلطيف الجو الذي يعيشون فيه سواء كان شديد الحرارة أو حتى في حالات البرد القارس، حيث تقوم تلك الأجهزة بتوفير درجة حرارة مناسبة تجعلهم يشعرون بالراحة.

لكن وسائل تلطيف الجو وفصل المنشآت والمنازل التي يعيش فيها البشر كانت موجودة من قبل ظهور مكيفات الهواء في بداية القرن الـ20.

وتعود بدايات معرفة العالم لأجهزة المكيفات إلى عصر روما القديمة، حيث بدأت محاولات تبريد المياه من خلال تدويرها عبر الجدران بين المنازل، ومع بعض التطور ظهرت تقنيات مشابهة في إيران حيث تم تصنيع خزانات المياه، وأبراج الرياح التي استخدمت لتبريد المباني في فترات المواسم الدافئة، إلى أن تطورت الأفكار وظهرت مكيفات الهواء الحديثة بفضل التقدم التكنولوجي المتلاحق، حتى تم اختراع أول تكييف هواء يعمل بالكهرباء في عام 1902م.

كانت أول تجربة لإختراع المكيف الهوائي مع كل من Benjamin Franklin ومعلمهJohn Hadley، في سنة 1758م حيث اكتشفا أن بعض المواد المتطايرة مثل الكحول تخفض من درجة حرارة الأشياء، وقد يصل الأمر إلى تجمد المياه وكانت تلك النتيجة هي نفس ما توصل إليه الانجليزي  Michael Faraday، عندما قام بعملية ضغط وإسالة الأمونيا عام 1820م.

بحلول عام 1834م ، توصل Jacob Perkins إلى اختراع أول ماكينة لصناعة الثلج والتي كانت تُستخدم من أجل تدوير الهواء ولكنها كانت تستهلك كميات كبيرة من الثلج.

وجاءت الإنطلاقة المثلى لهذا الإختراع في عام 1902م، عندما قام Willis Carrier، بإطلاق أول مكيف لتبريد الهواء والذي كان يستخدم لضخ الهواء البارد وتلطيف الطقس ودرجة حرارة الغرفة، ومع تزايد الطلبات على هذا الإختراع الناجح قام Carrier بإنشاء أول شركة لتصنيع اختراعه حول العالم.

وبحلول سنة 1906م قام المؤسس Carrier بتأسيس أول شركة له مع مجموعة من زملائه، وذلك للعمل في مجالات التبريد بوجه عام، وأطلق عليها شركة "Carrier" للهندسة المعروفة بنفس الإسم حتى وقتنا هذا.

وفي سنة 1928م قامت الشركة بإنتاج أول مكيف منزلي للهواء، وكانت لا تقتنيه سوى الأسر الثرية للغاية في ذلك الوقت، حيث استغل المهندس Carrier ما قدّمه Thomas Midgley الذي اكتشف قدرة غاز الفريون على التبريد، حيث تم استخدامه ليحل محل الغازات السامة داخل الأجهزة.

وبعد ذلك نقل Carrier عقب ذلك أعماله في كوريا الجنوبية واليابان؛ حيث أضحت كوريا الجنوبية من أكبر الأسواق لتداول المكيفات الهوائية حول العالم ككل.

للإشارة، فمكيّف الهواء هو ذلك الجهاز الذي يستطيع أن يحسن من درجة حرارة الأماكن المغلقة بالإضافة إلى تحسينه لرطوبة الجو، وهو جهاز يستعمل في كلا الأمرين، سواء تبريد الهواء أو تدفئته.
ويعتبر اختراع المكيف الهوائي من أعظم الإختراعات ذلك أنه أتاح العمل في البيئات الصعبة من الناحية الجوية بكل أريحية ودون عناء.