انقطاع الماء بقرى معينة.. هل هي أزمة الجفاف؟

يعيش المغرب أزمة مائية غير مسبوقة، حيث تفاقمت هذه الأزمة خلال السنوات الأخيرة نتيجة للتحديات التي أحدثها الجفاف ونقص التساقطات المطرية. هذه الظروف الصعبة أصبحت تشكل تحديا هاما يهدد القطاعات الحيوية في البلاد وتؤثر بشكل رئيسي على حياة السكان. وقد أدت هذه الأزمة إلى ارتفاع أصوات الإنذار والدعوات المتزايدة لتبني حلا جادا وفعالا لأزمة المياه الطارئة، والتي أصبحت تعتبر تحديا "مستعصيا" يتطلب التدخل العاجل.

تفاقمت مشكلة الاجهاد المائي في المغرب بسبب ضعف التساقطات المطرية، مما أثار قلقا كبيرا لدى الحكومة والفلاحين والمواطنين على حد سواء. وقد دعا جلالة الملك محمد السادس في خطابه أثناء افتتاح الدورة التشريعية بالبرلمان السنة الماضية إلى التعامل بكل جدية مع أزمة المياه التي يشهدها المغرب.

المغرب يدق ناقوس الخطر حول الوضعية المقلقة للماء

أشار وزير التجهيز والماء، نزار بركة، إلى أن البلاد تواجه تحديات جسيمة ومتسارعة في مجال إدارة الموارد المائية، حيث بلغت نسبة ملء السدود فقط 23.5 في المئة، وتم تخزين 3 مليار و750 مليون متر مكعب في العام الماضي الذي شهدت فيه جفافا. وأوضح بركة أن بعض المدن المغربية تواجه تهديدا حقيقيا لتوقف إمدادات المياه بسبب انخفاض غير مسبوق في الموارد المائية.

وأعلن الوزير أن الحكومة ستتخذ إجراءات جديدة وفعالة لترشيد استهلاك المياه وضمان استخدامها العاقل، بهدف ضمان توفير المياه الصالحة للشرب. وأضاف أن مدنا عدة، بما في ذلك الدار البيضاء وسطات برشيد واليوسفية، قد تواجه إمكانية توقف تزويد المياه إذا استمر الوضع الحالي، خاصة وأنها تعتمد على نظام سد المسيرة المائي.

دواوير تعيش بدون ماء

تواجه عدة دواوير في إقليم سطات أزمة خانقة نتيجة انقطاع مفاجئ لمياه الشرب، ما يعرض سكانها لتحديات كبيرة في إدارة حياتهم اليومية، خاصة مع انتظام هذا الانقطاع عند نهاية كل أسبوع. تشمل هذه الدواوير، مثل دواوير السدرة، أولاد العربي أولاد داوود، وزكرارة، وبعض الدواوير الجوارية التي تتبع لجماعة امزورة.

وبإقليم تنغير، تعيش سكان بعض الدواوير التابعة لجماعة إكنيون تحت وطأة تهديد العطش، نظرا للغياب الكامل للمياه الصالحة للشرب، ولم تستطع الصهاريج المتنقلة، التي تم استدعاؤها من قبل وزارة الداخلية، تلبية احتياجات السكان بشكل كاف بسبب الكثافة السكانية.

والحال نفسه تعيشه دواوير عين عتيق، مثل بوشيحة وجافيل وسي قاسم واسمنت تمارة، يواجه السكان مشاكل كبيرة بسبب غياب الماء بعد سحب عدادات السقايات التي كان يتم توفير المياه من خلالها. هذا دفع السكان المتضررين للخروج في احتجاجات ومسيرات قبل أيام للمطالبة بحقهم في المياه، رافضين استخدام الصهاريج المتنقلة لتوفير المياه للمنازل فقط دون ضمان توفيرها لباقي المرافق العامة مثل المدرسة الابتدائية والمساجد.