بالتفاصيل.. حريق هائل يندلع بغابة بويبلان بإقليم تازة.. والسلطات تسابق الزمن من أجل إخماده !

اندلعت حرائق مهولة بشكل مفاجئ، يوم أمس الخميس، بغابة بويبلان بإقليم تازة، وسط تخوف من حدوث كارثة بيئية، خصوصا بعد أن دمر حريق آخر، شب قبل أيام قليلة، عشرات الهكتارات من غابة مغراوة المجاورة.

وحسب مصادر مطلعة، فإن الحادث استنفر العشرات من أفراد القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المساعدة، مدعومين بمتطوعين من الساكنة المحلية، للمشاركة في إخماده.

وأدت هذه الحرائق، (حسب مصادرنا) إلى تدمير مساحات شاسعة من أشجار "الأرز" و"التايدا" و"البلوط"، كما قد تكون ألحقت، ضررا كبيرا بالوحيش المتنوع الذي تزخر به هذه الغابة الممتدة على مساحة كبيرة بجبال جماعة بويبلان.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن ظهور بؤر جديدة لهذه الحرائق وحلول الليل قد يؤخران جهود القضاء عليها بشكل كلي إلى وقت غير محدد.

وأضافت أن هذا الحريق اندلع بشكل سريع في 4 بؤر مختلفة بالمقطع الغابوي المعروف بـ(جوال احومشن)، قبل أن يتم التصدي لبؤرة الحريق، التي اندلعت قرب دوار آيت خيار، من طرف ساكنة آيت عبد العزيز وآيت خيار وعناصر تابعة للمياه والغابات.

كما أكدت ساكنة المنطقة، أن ألسنة اللهب امتدت بسرعة قيسية داخل غابة بويبلان، مشددة على أن صعوبة "تضاريس" المنطقة و"وعورة" الطريق ساهمتا في تأخير وصول المتدخلين في عملية الإطفاء.

جدير بالذكر أن، حرائق الغابات كثرت في الآونة الأخيرة بالمملكة، فقد التهمت النيران مئات الهكتارات في غابات مدن الناظور، ووزان، وتاونات، وغيرها، وخلفت خسائر فادحة، دون أن تسفر عن خسائر بشرية.

وفي حين، ما زالت أسباب اندلاع هذه الحرائق في غابات المغرب مجهولة، فإن أصابع الاتهام وجهت أساسا إلى العامل البشري، إما بسبب الإهمال وضعف الوعي بأهمية الغابة، إما بسبب "انتقام" مهاجرين أفارقة غير نظاميين، كما يرجّح أن يكون السبب اشتداد الحرارة في المغرب.

ويعتبر أكبر حريق عرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة، الحريق الذي اندلع سنة 2016 في غابة جبل كوركو، بنواحي مدينة الناظور، حيث التهم الحريق أكثر من 200 هكتار، أدى إلى استنفار السلطات المغربية لأجهزتها ومعداتها، قصد إخماد الحريق الذي دام يومين متوالين.

وحشدت السلطات المغربية المختصة طائرات من نوع "كنادير" لمواجهة هذه الحرائق، التي انتشرت سريعا في غابة كوركو، وهي طائرات يقول المتخصصون إنها تتميز بقدرتها على التزود بالمياه دون الهبوط على اليابسة، فضلا عن طائرات تابعة للدرك الملكي، ساهمت في الحد من الحريق المهول بالغابة المذكورة.