بوريطة يوجه دعوة للدول الإفريقية بخصوص جائحة "كورونا"

ركز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في كلمة عبر تقنية المناظرة المرئية خلال أشغال الدورة العادية الـ38 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، الأربعاء 03 يناير الجاري، على ضرورة وضع آلية قارية للرصد الجيونيمي التسلسلي للحد من انتشار وباء "كوفيد-19" بإفريقيا.

وأوضح بوريطة، أن مخططا لتعزيز القدرات القارية في هذا المجال من شأنه أن يمكن من الكشف عن ظهور أي سلالات متحولة محتملة وتقييم تأثيرها على قابلية العدوى ومقاومة اللقاحات. مسجلا أن الوباء ينطوي على تحديات معقدة بقدر ما هي قابلة للتطور، على اعتبار أنه ينشط، في العالم وفي إفريقيا على وجه الخصوص، كعامل مفاقم ومؤجج لأوجه الهشاشة وعدم المساواة.

وأضاف وزير الخارجية المغربي، أنه على الرغم من التوقعات المتشائمة، فقد أبانت القارة عن كل صمودها، مشيرا إلى أن إفريقيا دفعت ثمنا اقتصاديا واجتماعيا باهظا بفعل الأزمة الصحية. ولذلك، يجب أن نحارب الوباء بقدر محاربة الإنعكاسات الناجمة عنه. وزاد قائلا إنه من أجل ذلك ومنذ الأشهر الأولى للوباء، دعا جلالة الملك محمد السادس إلى تكريس تدبير إفريقي للأزمة. مؤكدا أن جلالة الملك، ومن خلال سلسلة من الإتصالات الهاتفية مع عدد من قادة الدول الإفريقية الشقيقة، ثمن استجابة منسقة وتضامنية وطموحة على المستوى القاري تغطي مجمل حلقات الأزمة المرتبطة بـ"كوفيد-19".

وذكر الدبلوماسي المغربي، بأن مبادرة جلالة الملك محمد السادس مكنت من إرسال هبات من المغرب تشتمل على أدوية ومعدات وتجهيزات إلى واحد وعشرين (21) بلدا إفريقيا شقيقا، تمثل المناطق الخمس الافريقية. ويتعلق الأمر بمبادرة ملموسة تهدف إلى إرساء إطار عملي وبراغماتي لمواكبة البلدان الإفريقية الشقيقة في جهودها من أجل تدبير الوباء. مبرزا أن المغرب، بفضل الرؤية والعمل المتواصل لجلالة الملك، كان من بين البلدان الإفريقية السباقة التي أطلقت حملتها للتلقيح. وستتيح هذه الحملة التلقيح بالمجان للمغاربة الذين تزيد أعمارهم عن 17 عاما، وكذا الأجانب المقيمين في المغرب.

من جهة أخرى، أكد بوريطة، أن الوحدة الإفريقية التي حركت مجموعة البيضاء في بداية الستينيات، تجد امتدادها اليوم في الجيل الجديد من القادة الأفارقة. مشيرا إلى أن الطموح كان يتمثل في الواقع في خلق إفريقيا مندمجة على جميع الأصعدة، بما في ذلك على الصعيدين السياسي والإقتصادي. مضيفا أن طموح المغرب هو أن "يمكننا تخليد ذكرى مؤتمر الدار البيضاء من إعطاء طابع دائم لروح" ولتطلعات ذلك المؤتمر، من أجل إفريقيا متلاحمة ومتضامنة وموحدة.