سفير المملكة يطالب أوروبا بإلتزام أقوى من أجل تسوية النزاع حول الصحراء المغربية

بعث "محمد عامر"، سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، برسالة هامة إلى أوروبا حول القضية الوطنية الأولى للمملكة، وذلك خلال ندوة افتراضية نظمت من طرف المؤسسة البلجيكية "الإئتلاف الملكي الفني والأدبي الغالي"، يومه الخميس 18 مارس الجاري.

وأكد السفير المغربي "عامر"، أنه يتعين على أوروبا إظهار إلتزام أقوى من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، حيث قال "الوقت قد حان لكي تنخرط أوروبا بشكل أكبر في حل هذا النزاع، وتلتزم بدعم مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية الذي قدمه المغرب". مشددا على أن الإتحاد الأوروبي "لا يمكنه البقاء حبيس موقف الحياد السلبي"، مشيرا إلى أنه في مواجهة تحديات الأمن، والهجرة والمناخ، والتهديدات التي ترخي بظلالها على المنطقة، من مصلحة أوروبا أن يتجاوز المغرب العربي حالة الركود ويستعيد وحدته.

وسجل دبلوماسي المملكة، أنه "بالنظر لقربها الجغرافي، التاريخي والثقافي، فإن أوروبا تتأثر على نحو مباشر بهذا الصراع"، مبرزا أن المزيد من الأصوات تعالت خلال الآونة الأخيرة في القارة العجوز، لمطالبة الإتحاد الأوروبي بإنخراط أكبر غايته الدفع بتسوية هذا النزاع المفتعل. موضحا أن الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه جاء لتكسير وضعية الجمود وإطلاق دينامية إيجابية على الصعيد الدولي. مبرزا الدعم المتنامي لمقترح الحكم الذاتي المغربي وللوحدة الترابية للمملكة، مشددا على ضرورة تعزيز هذه الدينامية ودعم مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، تحت سيادة المغرب، بهدف إخراج هذا الملف من حالة الركود.

كما سلط الضوء، على جهود المملكة الرامية إلى حل هذا النزاع المستمر منذ زهاء نصف قرن، وإلتزامها بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة. وشدد على أن المغرب لطالما عبر عن حسن نيته وفضل نهج "التفاوض والتسوية" من أجل التوصل إلى حل توافقي لهذا النزاع. مبرزا أيضا، دينامية التنمية السوسيو-اقتصادية القوية التي انطلقت بالأقاليم الجنوبية، والتي مكنت هذه المنطقة من أن تصبح قطب إشعاع وازدهار في المغرب وإفريقيا. 

وأشار السفير، إلى أن الإقلاع الذي تشهده الصحراء المغربية، والذي يعد نتيجة الجهود الجبارة المبذولة من طرف المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس والإستثمارات الضخمة، تعود بالنفع المباشر على الساكنة المحلية. وتطرق لتدخل القوات المسلحة الملكية من أجل استعادة والحفاظ على الأمن وحرية تنقل الأشخاص والممتلكات بالمنطقة العازلة الكركرات، مذكرا بأن المغرب، الذي جدد التأكيد على تمسكه بوقف إطلاق النار، نفذ هذه العملية بكيفية سلمية وفي ظل احترام الشرعية الدولية.