أبو حفص: " مطلقو حملة "كون راجل" لفرض الوصاية على المغربيات أغبياء ولا علاقة لهم بالدين الإسلامي"
الجيلالي الطويل
قام عدد من رواد موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، بتداول وسم (هاشتاغ) أطلقوا عليه بالدارجة المغربية، "كون راجل"، وذلك من أجل التحكم في المرأة من قبل الرجل خصوصاً خلال فصل الصيف الذي تسبب حرارته في نزوح مئات المغربيات إلى الشواطئ و هن يرتدين لباس السباحة الذي يطلق عليه "البيكيني".
وفور كتابة هذا الوسم على صفحات العالم الأزرق، تم تداوله على نطاق واسع، حيث انتشر كالنار في الهشيم في عدد من الصفحات التي وصفها البعض بالمتشددة، وأن من دعوا إليه باسم الدين، والأخلاق، والعفة، لا علاقة لهم بروح الإعتقاد الذي جعل كل شخص حر في اختياراته.
ولمقاربة هذه الظاهرة من الناحية الشرعية ربط موقع "ولوبريس"، الإتصال بالداعية الإسلامي، محمد عبد الوهاب رفيقي، من أجل معرفة الرأي الشرعي بخصوص هذه القضية، و هل الدين الإسلامي يقيد حرية الإنسان بهذه الطريقة، أم أن هناك أياد خفية تصطاد في المياه الآسنة باسم الدين والمحافظة على القيم والأخلاق؟
ما موقف الشرع من هاشتاغ "كون راجل"، هل هذا فعلاً يرجعنا إلى التشبث بمنظومة القيم أم أنه يساهم في تفرقة وتصنيف المجتمع بين محتشم وغير محتشم؟
أنا، في نظري هذه حملة غبية لأن المبتغى من وراءها هو التدخل في حياة الناس، و التأثير عليهم، وهي أيضاً تساهم في (تحريك) غيرة الرجال حتى يتمكنوا من التدخل في الحياة الخاصة لأخواتهم، وبناتهم، وزوجاتهم.
وأضيف أن هذه نظرة ذكورية لازالت متفشية داخل المجتمع، حيث تمنح للرجل وصاية على المرأة، التي يعتبرها (أصحاب الحملة)، انها لا تملك حرية قرارها ولا حرية التصرف في حياتها الخاصة.
و أعتبر أن هذا نوع من التقهقر إلى الوراء، ولا يتناسب تماماً مع الدور الذي أصبحت تلعبه المرأة داخل المجتمع، حيث استطاعت أن تتبوأ مراكز كبيرة وعظيمة، بكامل الإستقلالية والكفاءة.
في نظركم هل ترمز كلمة "كون راجل" إلى القوامة في الحياة المجتمعية، أم أن الرجولة يقصد بها هنا فرض السلطوية على المرأة ؟
للأسف، فمفهوم الرجولة هنا يقصدون به فرض نوع من "تاوصايت" والرقابة على تصرفات المرأة في الحياة.
بينما أن مفهوم الرجولة في عمقه يحمل بين ثناياه قيمة جميلة كان من الممكن استثمارها وتوجيهها إلى ما يصب في صالح المرأة و الرجل معاً، بدل ممارسة الوصاية على المرأة.
هل مثل هذه التصرفات حث عليها صحيح الدين أم هي اجتهادات مبثورة عن سياقاتها؟
لا، لا علاقة لصحيح الدين بهذه الممارسات، فهذا التصرف نابع من نظرة ذكورية متوارثة اجتماعيا، بعيدة، ومخالفة تماماً لماجاء به الدين و الشرع.
وأشير هنا إلى أننا إذا مارجعنا إلى صحيح الدين فسنجد أن المرأة مكلفة تكليفاً مباشراً، ومسؤولة أيضاً عن كل تصرفاتها، و بالتالي لا يمكن لأحد كيفما كان أن يحد و يقزم من حرياتها.
وأؤكد مرة أخرى أن مثل هذه الدعوات، تبقى مجرد دعوات مصدرها الأساسي هو التدين المغلوط لدى مجموعة من الناس.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- الأمس 20:33 وزارة السياحة : 14.6 مليون سائح زارو المغرب متم أكتوبر الماضي
- الأمس 19:35 بركان إندونيسي يعطل الرحلات الجوية الدولية
- الأمس 19:17 توقيع ثلاث اتفاقيات لتعزيز التعاون في المجال الجنائي بين المغرب والسعودية
- الأمس 19:16 مديح لـ"ولو": سنمنع اللحوم البرازيلية من دخول المغرب في حال ثبوت رداءتها
- الأمس 18:50 الدعم الاجتماعي يشعل أسعار العقارات ويزيد الإقبال على الأراضي
- الأمس 18:40 رحو يُبرز جهود المغرب في مكافحة الممارسات المنافية لقواعد المنافسة
- الأمس 18:20 مالية 2025.. الحكومة تقبل 46 تعديلًا من أصل 541