X

تابعونا على فيسبوك

صحيفة فرنسية تبرز النموذج الجديد للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك

السبت 05 أكتوبر 2019 - 14:03
صحيفة فرنسية تبرز النموذج الجديد للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك

خصصت صحيفة "جورنال دو ليكونومي" الفرنسية مقالا عن المغرب، تحدثت فيه عن "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" التي دخلت حيز التنفيذ منذ العام 2005، مؤكدة أنها ستركز الآن على الطفولة المبكرة، الرأس المال البشري والإدماج الإقتصادي للشباب. مشيرة إلى أن "هذا التطور يأتي في وقت ترغب فيه البلاد في إرساء نموذج جديد للتنمية من أجل تصحيح الإنحرافات الإقتصادية والتفاوتات".

وذكرت الصحيفة الفرنسية بأن هذه الإستراتيجية الكبيرة، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، سجلت العديد من الإنجازات الجوهرية، لا سيما في ما يتعلق ببناء القدرات، وتحسين استفادة الساكنة من البنيات التحتية الأساسية والمرافق الثقافية والرياضية، لا سيما في الوسط الريفي، لافتة إلى أنه بعد مرحلتين مدتهما خمس سنوات وتقييم تأثيرهما على الميدان، بدا من الضروري تعديل الإجراءات الرئيسية، من أجل إدراجها في نموذج جديد من التنمية أكثر شمولا. مضيفة أن المغرب يريد الآن إطلاق نموذج جديد للتنمية يركز بشكل خاص على البعد الإجتماعي، في سياق لم تعد فيه الأعمال الكبرى للبنيات التحتية تعمل على زيادة إمكانية توظيف الشباب، مذكرة بإعلان جلالته عن تأسيس لجنة خاصة مؤلفة من شخصيات، مكلفة بتصور وبلورة هذا النموذج الجديد للتنمية.

وأبرزت "جورنال دو ليكونومي"، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ملتزمة بوضع المواطن المغربي في صلب عملية التنمية، من خلال جعله الغاية الرئيسية للسياسات العامة، مذكرة بالرسالة التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في المناظرات الوطنية الأولى للتنمية البشرية، التي عقدت يومي 19 و20 شتنبر الماضي في الصخيرات، وركزت على الطفولة المبكرة. مردفة أنه مع الدفعة الجديدة التي أعطاها جلالة الملك، للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يسعى المغرب إلى إنجاح تحوله الإجتماعي مع الحفاظ على استقراره الماكرو اقتصادي.

وكان الملك محمد السادس، قد وجه يوم الخميس الماضي، رسالة إلى المشاركين في الدورة الأولى لـ"المناظرة الوطنية للتنمية البشرية"، التي افتتحت بالصخيرات تحت شعار "الطفولة المبكرة: التزام من أجل المستقبل"، حيث شدد جلالته، على ضرورة تحسين النظام الصحي، عبر الإهتمام أكثر بصحة الأم والطفل، بما يضمن العدالة والإنصاف في الولوج للخدمات الإجتماعية، وكذا توفير عرض متجانس للتعليم الأولي وتعميمه، خاصة بالمجال القروي، لمحاربة الهدر المدرسي، فضلا عن تنظيم حملات للتوعية والتحسيس في صفوف المستهدفين بأهمية هذا الموضوع، وانعكاساته الإيجابية على الطفل والأسرة والمجتمع، موضحا أن الحقوق السياسية والمدنية لن تأخذ أبعادها الملموسة في الواقع المعيش للمواطن، إلا بتكاملها مع الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والبيئية.

وأوردت الرسالة الملكية: "غير خاف عليكم أن الإستثمار في الجوانب اللامادية للتنمية البشرية، والذي تعتبر الطفولة المبكرة أحد محاوره الأساسية، يشكل المنطلق الحقيقي والقاعدة الأساسية لبناء مغرب الغد، وأحد التحديات الواقعية التي نراهن على كسبها، من أجل فتح آفاق واعدة، وتوفير فرص جديدة أمام الأجيال الصاعدة"، مردفة أنه لمواجهة هذه الوضعية المزمنة، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بحكم الطابع الأفقي لتدخلاتها، ودورها كرافعة رئيسية للتنمية الإجتماعية، تعتبر نموذجا يحتذى به لتوحيد مختلف الجهود، وتعزيز آليات المسار التشاركي على المستوى الترابي، وتنسيق السياسات العمومية، في إطار إستراتيجية محكمة المراحل، متعددة الواجهات، متكاملة الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية والتربوية والثقافية. وأوضح جلالته، أن المغرب قد اعتمد هندسة جديدة، تروم النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، عبر التصدي المباشر، وبطريقة استباقية، للمعيقات الأساسية التي تواجه التنمية البشرية للفرد، طيلة مراحل نموه، وكذا دعم الفئات في وضعية صعبة، وإطلاق جيل جديد من المبادرات المحدثة لفرص الشغل، وتطوير الأنشطة المدرة للدخل، قائلا "وإذ نثمن عاليا مبادرة تنظيم هذا المنتدى، الذي اختار له المنظمون شعار "الطفولة المبكرة: التزام من أجل المستقبل"، فإننا نأمل أن يحظى هذا الموضوع بما يستحق من الدراسة والتحليل والنقاش".

وتهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الإجتماعي، ومساهمة المواطنين المعنيين في تشخيص حاجياتهم ومطالبهم وتحقيقها، إضافة إلى الحكامة الجيدة مع إشراك كل الفاعلين في التنمية وفي اتخاذ القرار.


إقــــرأ المزيد