الحلقة 20: "من ثنايا الذاكرة: توجيهات وتوجهات المنظومة التعليمية" محمد يوسفي مالكي (الميثاق بين المؤيدين والمعارضين)

تمحور حديث الدكتور محمد يوسفي مالكي، باحث ومشرف تربوي، حول ماراج عن الميثاق عند خروجه إلى حيز الوجود، إذ أنه هناك من أيده واتفق عليه، وعمل على تتبع ماجاء فيه، ومنهم من كان معارضا لذلك.

وكون الميثاق يدخل في إطار لا يعرفه إلا الأعضاء والرئيس، يضيف الدكتور يوسفي، فإن المرحوم بلفقيه قال في هذا الموضوع كلمة يمكن حصرها فيما يلي: أولا ضرورة مصالحة المدرسة مع الأمة.. ثانيا التعليم مفتاح التنمية..ثالثا طموحنا بناء مدرسة تحظى بثقة الجميع.. رابعا لا إصلاح بدون إصلاح أوضاع هيئة التعليم.

وتعتبر هذه العناوين الكبرى، حسب المتحدث ذاته، التي جاءت على لسان المرحوم بلفقيه، والتي أغناها بالشرح والتبيان والاعتماد صالحة، وتشهد على صلاحية هذا الميثاق، لإصلاح المنظومة التعليمية والتكوينية نحو الأفضل والمفيد.

ومما قاله في الأخير المرحوم بلفقيه بأن ماورد في الميثاق يجب أن يطبق، مستطردا أنه من ناحية أخرى هناك العديد من النظريات والآراء والمقترحات والملاحظات حول هذا الميثاق.

ومن هذه الملاحظات حول الميثاق ماجاء تحت عنوان "الميثاق الوطني والمجتمع المدني"، والتي هي كالآتي: "لقد خلق الميثاق الوطني ردود فعل من قبل المجتمع المدني.. كان من الضروري أن يطرح مشروع الميثاق للمناقشة على أوسع نطاق.. إن الميثاق يشكل إطارا عاما للتقييم والإغناء كما أكد ذلك جلالة الملك.. تعليمنا ضحية الصراع السياسي الداخلي والهاجس الأمني.. وهو خال من الروح الوطنية ومن الروح الدينية..".

وهناك ملاحظات أخرى، والتي منها أن الميثاق يطرح إشكاليات عدة، فمنها ما يتعلق بالبرامج التكوينية والمنح والمناهج، ومنها ما يتعلق بجدلية الاقتصادي الاجتماعي، ومنها ما يتعلق باللغات، ومنها ما يتعلق بالتمويل وترشيد الموارد البشرية، والتحكم في الهيكلة الإدارية والتربوية، ومنها ما يتعلق بمدى الالتزام بمكونات الأمة الحضارية، ومنها ما يتعلق بمدى ارتباط المنظومة التربوية بالتنمية المستدامة، ومنها ما له علاقة بالهوية والخصوصية الحضارية.

وبهذا وذاك، جفت الأقلام وملئت الصحف والجرائد والمجلات بكثير من الانتقادات والملاحظات، وغير قليل من الاقتراحات.

وتابع الدكتور يوسفي المالكي أن الميثاق بناء على ما ذكر مختزلا ومختصرا يعد الاتجاه الصحيح نحو إصلاح المنظومة التربوية والتعليمية، إذا ما طبق التطبيق الأمثل والمجدي، قبل أن ينهي هذه الحلقة بالتذكير بأن للحديث في الموضوع بقية.