X

تابعونا على فيسبوك

الحلقة 4: "من ثنايا الذاكرة : توجيهات وتوجهات المنظومة التعليمية" محمد يوسفي مالكي ( المنظومة أثناء الحماية )

الأربعاء 21 فبراير 2018 - 15:30
الحلقة 4:

أفاد الدكتور محمد يوسفي مالكي أن المنظومة التعليمية أثناء الحماية تعيدنا إلى ما كانت تحلم به فرنسا، وهو أن يخلو لها الميدان المغربي. وفرنسا في عملها هذا ارتكزت على ثلاث أو أربع توجهات، أولها أن يخلص لها المغرب وأن يمتثل المغاربة لماكان يسمى الحماية، بأية طريقة سواء بالحرب أو التقتيل أوالسجن أو بما يجعل المغاربة خاضعين لها. ومن جملة ما يخضعون به هو المنظومة التربوية، لأن أحد الفرنسيين قال بأن التغلب على الأوطان لا تكفي فيه الحرب ولا يكفي فيه السلاح ولا يكفي فيه التقتيل بل يجب الدخول إلى العقول والأفكار والمهج عن طريق الدخول في المنظومة التربوية.

ومن أجل تحقيق هاته الغاية، يضيف الدكتور يوسفي قامت فرنسا ببناء عدة أنواع من المدارس حسب السكان والجهات والأقاليم، وذلك لتعليم اللغة الفرنسية، بحيث لا تنال اللغة العربية إلا النزر القليل من هذا التوجه، مشيرا إلى أنه لما عملت فرنسا على هذا، أصبحت في المغرب ستة أنواع من المدارس، إذ توجد مدرسة للبنات الفرنسيات ومدرسة للبنين الفرنسيين ومدرسة لبنات الأعيان ومدرسة لأبناء الأعيان، وهذا الخليط يقصد به توزيع المغاربة من جهة، وكذلك تمكينهم من اللغة الفرنسية من جهة ثانية.

وأوضح المتحدث أن المغاربة لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ماتقوم به فرنسا في المنظومة فقاموا بجانبها ببناء المدارس الحرة في جميع أصقاع البلاد، كما قام المغاربة ببناء وترميم تلك المدارس وبالتعليم فيها وجعل أبناء الذين يلجونها يتلقون تعليما وتربية مغربية عربية، ولم يغفلوا كذلك الأخذ بما أتت به فرنسا في منهجيته، حيث ركزوا على تعليم اللغات وتعليم المواد العلمية باللغة الفرنسية تم إنهم قاموا بعمل قامت به فرنسا كذلك وهو إرسال بعض التلاميذ بعد إنهائهم دراستهم الثانوية لإتمام تعليمهم بالخارج، ومنهم من ذهب إلى فرنسا ومنهم من توجه إلى الشرق، وبعد عودتهم جميعهم إلى المغرب كانوا يعملون في أواخر الحماية وفي أوائل الاستقلال.

واستطرد المتحدث بأنه كانت هناك مدارس فلاحية، وكان يهيئ فيها الفرنسيون ما يخدم المستعمرين وما يخدم المغاربة قليلا، ومن بينها كانت هناك مدرسة آزرو التي يمنع على تلامذتها أن يتكلموا إلا لغتين، وهما اللغة الفرنسية واللغة البربرية، بناء على الفكر الذي يحمله المستعمر لا على الفكر الذي يقوم حجر عثرة بين اللغتين.

وتابع يوسفي مالكي أن هذا الموضوع جعل المستعمر يرتكب أخطاء قام المغاربة بإصلاحها وأصبحوا يعملون لصالح المغرب، لغة ووطنية ودينا و غير ذلك.

 

 

 


إقــــرأ المزيد