X

تابعونا على فيسبوك

المغرب-إسبانيا.. الخطاب الملكي مكن من تحقيق تراكم إيجابي ومثمر في مسيرة العلاقات الثنائية

الجمعة 01 أبريل 2022 - 19:17
المغرب-إسبانيا.. الخطاب الملكي مكن من تحقيق تراكم إيجابي ومثمر في مسيرة العلاقات الثنائية

اعتبر المحلل السياسي "محمد بودن"، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن الأسس التي حددها جلالة الملك محمد السادس، في خطاب 20 غشت 2021، مكنت من تحقيق تراكم إيجابي ومثمر في مسيرة العلاقات بين المغرب وإسبانيا، مبرزا أن الرسالة التي توصل بها جلالة الملك من رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز"، مثلت منعطفا تاريخيا في مقاربة إسبانيا لقضية الصحراء المغربية.

وأوضح "بودن"، أن المحادثات التي أجراها جلالة الملك، مع رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز"، تعكس إرادة مشتركة وتصميما على العمل من أجل مستقبل العلاقات المغربية - الإسبانية، على أساس احترام المصالح الجوهرية والقضايا الرئيسية، وعلى رأسها الوحدة الترابية. مشيرا إلى أن المنطق الإسباني الجديد، الذي لا يضر بالمصالح العليا للمملكة المغربية، مهد، بالتالي، الطريق لإنتقال العلاقات نحو نطاق أوسع يقوم على نمو متجدد للثقة الإستراتيجية وتعميق التعاون العملي والتنسيق في مختلف القضايا الإقتصادية، والسياسية، والأمنية، والترتيبات الجيو-استراتيجية.

وأكد المحلل السياسي، أن المواعيد القادمة في العلاقات بين البلدين تعتبر محركا ونقطة انطلاق تاريخية جديدة لمزيد من التعاون والإستثمار، والقيام بأعمال تجارية وتبادلية والتنسيق بخصوص ملفات الهجرة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، في ظل فهم مشترك للعلاقات من منظور استراتيجي ورؤية طويلة المدى. ونبه إلى أن العلاقات المغربية - الإسبانية تزخر بإمكانات هائلة، وأن الطفرة التي تشهدها اليوم بفضل الرؤية الحكيمة لجلالة الملك ستمكن من تحقيق استفادة قصوى من إمكانات التعاون، وتتيح فرصا جديدة، كما ستسرع وتعزز شمولية العلاقات وريادتها، بغية الإرتقاء بها.

وشدد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية، على وجود تصميم رفيع المستوى وتوجه عملي لإرساء دعائم متينة للتعاون والشراكة بين البلدين، في ظل تقلبات الوضع الدولي، مسجلا أن المنطق الجديد الذي سيحكم العلاقات المغربية الإسبانية يمثل بوصلة استراتيجية ستركز بشكل أساسي على البعد الثنائي والفرص المفتوحة في أوروبا وأفريقيا. لافتا إلى أن هناك توجيهات ملكية واضحة بخصوص تنشيط عملية الإتصال وتوسيعها وتبادل الزيارات بين وفود البلدين وتحويل التوافق الهام إلى خارطة طريق وأعمال منتظمة، في إطار شراكة متعددة الأبعاد، كما أن الدعوة التي وجهها جلالة الملك للرئيس سانشيز من أجل القيام بزيارة للمغرب في الأيام القليلة القادمة تمثل مناسبة بالغة الأهمية لإغتنام فرص المرحلة الجديدة للعمل والتشاور بين البلدين.

وأكد الأكاديمي، على الدور الريادي والحاسم لجلالة الملك في إطلاق فصل جديد ومرحلة هادفة في العلاقات المغربية-الإسبانية، واصفا إياه بـ"مصدر قوة وركيزة لتنمية العوامل البناءة للعلاقات الثنائية وفق منظور يقوم على منطق عقلاني وشامل وصريح ومعزز للتفاهم المتبادل". وسجل أن الواقع الجديد للعلاقات المغربية - الإسبانية أصبح موسوما بالأهمية الإستراتيجية المتبادلة، وهو ما يعكسه بجلاء "دفاع رئيس الحكومة الإسبانية عن خياره الواقعي بخصوص وجاهة مبادرة الحكم الذاتي أمام البرلمان الإسباني".

وخلص إلى أن الموقف الإسباني الجديد والمواقف الدولية المتزايدة الداعمة لوجاهة ومصداقية وواقعية مبادرة الحكم الذاتي في كنف السيادة المغربية، تعبر كذلك عن المكانة الإقليمية التي تتمتع بها المملكة المغربية وثقلها الإقليمي والقاري، بفضل رؤية ملكية شاملة ومتبصرة، منتجة للحلول ورائدة في طرح المبادرات.

وكان جلالة الملك محمد السادس، قد أجرى يومه الخميس 31 مارس 2022، محادثات هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز"، تضمنت دعوته إلى زيارة المغرب في الأيام القليلة القادمة.

وجدد جلالة الملك "التعبير عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه، في 14 مارس، رئيس الحكومة الإسبانية". و"هذه الرسالة تنسجم وروح خطاب الملك محمد السادس، في 20 غشت 2021، وتستجيب لندائه بـ"تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين".


إقــــرأ المزيد