X

تابعونا على فيسبوك

جامعة ألعاب القوى..النجاحات الفردية ليست كافية

الثلاثاء 13 غشت 2024 - 14:02
جامعة ألعاب القوى..النجاحات الفردية ليست كافية

ما حدث في أولمبياد باريس 2024 يعكس بشكل واضح الوضع الصعب الذي تعيشه الرياضة المغربية اليوم. رغم المحاولات المستميتة لبعض الرياضيين لإنقاذ ماء وجه المغرب على الساحة العالمية، إلا أن النتائج تبقى دون التطلعات، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع.

نجاح فردي لايكفي

سطع اسم نورا النادي في ألعاب القوى، وهي التي سعت للوصول إلى نهائي 400 متر حواجز، وكانت بمثابة الأمل الذي يحاول ربط الحاضر بالماضي المجيد لألعاب القوى المغربية، خاصة بعد النجاحات التاريخية التي حققتها أسماء مثل نوال المتوكل ونزهة بيدوان. لكن الواقع يبدو مغايرًا تمامًا، فالتراجع الملحوظ في الأداء في الرياضات المتوسطة والبعيدة يشير إلى أن هناك مشكلة أعمق من مجرد تألق فردي هنا أو هناك.

تراجع بنيوي

أبرز مثال على هذا التراجع هو خروج العداء الشاب أنس الساعي من نصف نهائي 1500 متر رغم تحطيمه لرقمه الشخصي. هذه النتائج تشير إلى أن المواهب الشابة، رغم إمكانياتها، تعاني من نقص في الدعم والإعداد الذي يؤهلها لمنافسة عالمية حقيقية.

الذين بذلوا قصارى جهدهم، لكنهم وجدوا أنفسهم عاجزين عن تحقيق أحلامهم، ليس بسبب نقص الإرادة، بل ربما بسبب ضعف النظام الرياضي الذي لم يوفر لهم البيئة المثلى للنجاح.

تصريحات هشام الكروج، البطل العالمي والأولمبي السابق، تلخص الحقيقة الصعبة: صناعة بطل أولمبي تحتاج لسنوات من العمل الجاد والمثابرة. النظام الرياضي لا يمكن أن يقتصر على الدعم المالي أو المبادرات الفردية، بل يجب أن يكون هناك مشروع وطني متكامل يشمل كل جوانب الحياة الرياضية، بدءًا من البنية التحتية، مرورًا بالتدريب والتأهيل، وصولاً إلى الدعم المعنوي والنفسي.

أعتقد أن الرياضة المغربية بحاجة إلى إعادة تقييم جذرية. النجاحات الفردية ليست كافية لإخفاء العيوب البنيوية في النظام الرياضي. نحن بحاجة إلى استراتيجيات طويلة الأمد تركز على إعداد أبطال حقيقيين قادرين على المنافسة في أكبر المحافل الدولية.


إقــــرأ المزيد