ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال..."حدث تاريخي بارز لن يمحى من ذاكرة المغاربة"
يحتفل المغرب اليوم الخميس 11 يناير 2018، بالذكرى الـ74 لتقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال، وهي المناسبة التى يعتبرها المغاربة منعطفا تاريخيا ومحطة مشرقة فى مسلسل الكفاح الوطنى، الذى خاضه المغاربة بقيادة الملك الراحل، محمد الخامس من أجل الحرية والإستقلال.
وأكد بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذا الحدث، يعد من الذكريات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والإستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية، والتي تحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستحضر الناشئة والأجيال الجديدة دلالاتها ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستشرافا لآفاق المستقبل.
وقدمت وثيقة المطالبة بالإستقلال للسلطان محمد الخامس بتاريخ 11 يناير سنة 1944، وسلمت نسخة منها للإقامة العامة ولممثلى
الولايات المتحدة وبريطانيا بالرباط، كما أرسلت نسخة منها إلى ممثل الإتحاد السوفيتى حينها، قبل أن يصيغ رموز الحركة الوطنية المغربية، الوثيقة، فقد خاض الشعب المغربي مجموعة من المواجهات والمعارك ضد الوجود الإستعمارى على أرض المملكة، كل تلك المعارك كانت محطات استغلتها الحركة الوطنية من أجل تنظيم نفسها والعمل على تقوية قواعدها عبر تعبئة المواطنين وتعميق الشعور الوطنى لديهم فى أفق الكفاح من أجل نيل الحرية والإستقلال، وفي خضم هذا الإجماع على مواجهة الإستعمار، شهد المغرب عدة مظاهرات شعبية كانت كافية لتوجيه رسائل واضحة إلى السلطات الإستعمارية بأن المغرب ملكا وشعبا قد صمما على النضال للدفاع عن الوطن والمواطنين من بطش المستعمر.
وكان مؤتمر "أنفا" فى شهر يناير 1943 مناسبة التقى خلالها بطل التحرير الملك محمد الخامس، مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "فرنكلين روزفيلت"، ورئيس وزراء بريطانيا "وينستون تشرشل"، حيث طرح خلال هذا المؤتمر قضية استقلال المغرب تماشيا مع مبادئ ميثاق الأطلسى فى ذلك الوقت.
وجاءت اللحظة التاريخية المناسبة، التى عكست ذكاء الحركة الوطنية المناضلة ضد الإستعمار، التى أكدت التحام العرش والشعب، حيث قرر فيها الجميع خوض غمار النضال السياسي لاستقلال المملكة المغربية، تلك اللحظة التى عمل فيها الوطنيون المغاربة على التقاط الفرصة المواتية عندما تأكد فيها بأن النظام النازى لهتلر لا يمكن المراهنة عليه ولا يمكن قبوله، لأنه ماض نحو الزوال، وما رافق ذلك من متغيرات سياسية كبيرة على صعيد القارة الأوروبية.
وما إن حلت السنة الموالية لانعقاد مؤتمر أنفا، أي سنة 1944، حتى هيأت نخبة من الوطنيين وثيقة ضمنوها المطالب الأساسية المتمثلة في استقلال البلاد، وذلك بتشجيع وتزكية من محمد الخامس الذى كان يشير عليهم بما يقتضيه نظره من إضافات وتعديلات وانتقاء الشخصيات التي ستتكلف بتقديمها مع مراعاة الشرائح الإجتماعية وتمثيل جميع المناطق في بلورة هذا الحدث المتميز في تاريخ البلاد.
كان لتقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال الأثر العميق في مختلف جهات المملكة، إذ تلتها صياغة عرائض التأييد، كما نزلت جماهير غفيرة إلى الشوارع في مظاهرات تأييد أشهرها مظاهرة 29 يناير 1944، التي تصدت لها قوات الإحتلال بالرصاص مخلفة العديد من الشهداء.
وبفضل هذه الملحمة البطولية المجيدة، تحقق أمل الأمة المغربية قاطبة في عودة بطل التحرير ورمز المقاومة محمد الخامس من منفاه الذي فرضته سلطات الحماية حاملا معه لواء الحرية والإستقلال ومعلنا عن الإنتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر من أجل بناء المغرب الجديد الحر والمستقل.
لقد كانت وثيقة المطالبة بالاستقلال في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها، ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس عكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم وعدم رضوخهم لإرادة المستعمر وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ الأجنبي إلى أن تحقق النصر المبين بفضل ملحمة العرش والشعب المجيدة.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 17:09 زعيم سياسي متطرف يطالب بطرد مغاربة هولندا
- 16:43 مالية 2025.. 171 هو عدد مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة
- 15:00 تجدد مطالب استعادة رسوم “شنغن” المرفوضة
- 14:23 رسمياً العصبة الاحترافية تحدد تاريخ مباراة "الديربي"
- 12:45 المغرب يرسل قافلة ثانية من المساعدات إلى المناطق المتضررة بإسبانيا
- 12:15 الـ"CDT" ترفض دمج “كنوبس” بـ”CNSS”
- 12:00 ترامب يعيّن كريس رايت وزيرا للطاقة