X

تابعونا على فيسبوك

"رهف".. القصة الكاملة لفتاة سعودية فرت من جحيم أسرتها بحثا عن "الحرية"

الخميس 17 يناير 2019 - 13:45

- أمين حاجي

رفضت شابة سعودية إسمها "رهف القنون"، كانت قد هربت من كنف أسرتها، مغادرة العاصمة التايلاندية (بانكوك) للعودة إلى الكويت حيث كانت عائلاتها في انتظارها، وبعد مد وجزر صرحت الحكومة الأسترالية أن وكالة الأمم المتحدة قد اعتبرتها "لاجئة شرعية".

"رهف" صرحت أنها ارتدت عن الدين الإسلامي ولم تعد مسلمة بعد الآن، وهو الأمر الذي جزاؤه القتل في المملكة العربية السعودية، أثناء ذلك، قامت وكالة اللاجئين على مستوى هيئة الأمم المتحدة بنقل قضيتها إلى الحكومة الأسترالية من أجل بحث حلول محتملة لها.

وأكد المسؤولون عن الهجرة في الحكومة التايلاندية في بادئ الأمر أنه يجب عليها العودة إلى الكويت حيث كانت عائلتها في انتظارها، وبسبب ذلك بدأت رهف عدة حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، مغردة قضيتها وكل ما كان يجري معها على موقع تويتر أولا بأول، مما جذب انتباها عالميا لقضيتها.

قضية هذه الشابة السعودية جذبت اهتماما عالميا على منصات السويشيال ميديا بعد أن تحصنت بنفسها في غرفة بفندق في مطار بانكوك خشية الترحيل من قبل السلطات التايلاندية.

وفي تصريح موجز لها، قالت وزارة الشؤون الداخلية الأسترالية بأنها: "ستأخذ بعين الاعتبار نقل قضية رهف إلى أروقتها على الطريقة المعتادة".

إن وضع "لاجئ" في العادة يتم منحه من طرف الحكومات فقط، لكن مفوضية شوؤون اللاجئين لدى هيئة الأمم المتحدة تستطيع منحه حيث تكون الحكومات "غير قادرة أو غير راغبة في القيام بذلك"، وذلك وفقا لموقع المفوضية، الذي أعقبت فيه بأنها لا تدلي أية تعليقات فيما يخص الحالات الفردية.

الآن بعد أن منحت الآنسة رهف وضع "لاجئة شرعية"، ييبقى أن توافق دولة أخرى على استقبالها كلاجئة.

رهف تتقدم بطلب اللجوء:

إن الردة عن الإسلام جريمة عقوبتها القتل في السعودية، أخبرت الآنسة رهف وكالة رويترز للأنباء: "حياتي على المحك"، مضيفة: "عائلتي ستقتلني لأكثر الأسباب تفاهة".

أخبر متحدث رسمي عن أسرة رهف القنون شبكة أنباء BBC أن العائلة لا ترغب في الإدلاء بأية تصريحات، وأن كل ما يشغل بالهم هو أمن وسلامة هذه الفتاة الشابة، كما عبرت بعض الجمعيات مثل "هيومن رايتس ووتش" أو "مراقبة حقوق الإنسان"، وهي منظمة غير حكومية تعنى بمراقبة والدفاع عن حقوق الإنسان، عن قلقها الكبير حول أمن وسلامة الآنسة رهف، حيث قال "فيل روبرتسون"، وهو نائب مدير "هيومن رايتس ووتش" في آسيا لوكالة أنباء رويترز: "لقد قالت بوضوح تام بأنها كانت تعاني من تعسف نفسي وجسدي.. لقد قالت بأنها اتخذت قرارا بأن تترك الدين الإسلامي، وأنا أعرف أنها بمجرد تلفظها بهذا فهي كانت قد وضعت نفسها في خطر محدق".

رهف أعادت نشر تغريدتها الأصلية التي طلبت فيها اللجوء، راجية من المملكة المتحدة، أو كندا، أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو أستراليا استقبالها كلاجئة.

لمح المسؤولون في الحكومة الأسترالية بأن طلبها في اللجوء إلى البلد سيحظى بالقبول، حيث صرح وزير الصحة في البلد "غريغ هانت"، قبل أن تعلن هيئة الأمم المتحدة عن منحها وضع "لاجئة شرعية" لرهف القنون: "إذا ما تم اعتبارها لاجئة، إذن سنأخذ بالاعتبار أمر منحها تأشيرة إنسانية بجدية كبيرة جدا"، غير أن وزير الشؤون الداخلية في أستراليا "بيتر دوتون" قال بأن حكومته: "لن تمنح أية معاملة خاصة للآنسة رهف محمد القنون".

- هكذا بدأت قصتها:

أكدت رهف أنها كانت في رحلة إلى دولة الكويت مع عائلتها عندما فرت على متن رحلة جوية في الرابع من يناير الفارط، وقالت بأنها كانت تحاول التوجه إلى أستراليا عبر رحلة رابطة تنطلق من بانكوك، ولأنها لم تكن تملك تأشيرة سفر تخولها من دخول دولة تايلاندا، منعتها الشرطة التايلاندية من دخول البلد وبدأت إجراءات ترحيلها.

بعد ذلك، بدأت رهف تنشر كل ما تمر به على موقع تويتر، كما شاركت كلمة المرور الخاصة بحسابها مع بعض أصدقائها حتى يتمكنوا من التغريد لصالحها بالنيابة عنها في حالة ما عجزت هي عن ذلك، غير أن بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في بلدها الأم (السعودية) انتقدوا خطوتها الجريئة.

أظهر شريط فيديو تم نشره، "رهف القنون" وهي تقاوم عملية الترحيل تلك من طرف الشرطة التايلاندية من خلال الإعتكاف داخل غرفة فندق المطار، وصد الباب بواسطة طاولة لمنع الناس من محاولة الدخول، وصرحت لقناة الـBBC: "لقد قمت بنشر قصتي وصوري على مواقع التواصل الاجتماعي ووالدي غاضب بسبب قيامي بهذا… لا يمكنني الدراسة والعمل في بلدي، لذا أنا أريد أن أكون حرة وأن أدرس وأعمل مثلما أريد".

تم بعد ذلك نقل الآنسة رهف إلى موقع آمن في (بانكوك)، وذلك بعدما سمحت لها الحكومة التايلاندية بمغادرة المطار.

وصل والدها وشقيقها إلى تايلاندا لكنها ترفض رؤيتهما، يقول رئيس دائرة الهجرة في تايلاندا (سوراشاتي هابكارن) أن الوالد والشقيق سيبقيان هناك حتى تتضح وجهة رهف التي ستمنحها حق اللجوء، واستطرد السيد (سوراشاتي) بأن الوالد نفى ادعاءات ابنته بأن العائلة كانت تضعها تحت التعسف النفسي والجسدي، في قوله: "أراد الوالد أن يتأكد من أن ابنته كانت في مأمن.. أخبرني بأنه كان يرغب في اصطحابها إلى المنزل.
 كندا تتحدى السعودية وتستقبل رهف:

وصلت الشابة السعودية "رهف القنون"، يوم السبت الماضي، إلى كندا قادمة من "تايلاند" بعد قرار رئيس الوزراء الكندي منحها حق اللجوء، في وقت تعيش به العلاقات الكندية-السعودية أزمة دبلوماسية مستمرة.

واستقبلت وزيرة الخارجية الكندية كريستا فريلاند "رهف" في مطار تورنتو، وقالت أمام عدد كبير من الصحفيين كانوا في انتظار الشابة السعودية: "لقد قامت برحلة طويلة جدا، إنها مرهقة وتفضل عدم الرد على الأسئلة حاليا"، مشيدة في نفس الوقت بـ"شجاعتها وصمودها".

وكان رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، أعلن أن بلاده منحت اللجوء للفتاة السعودية القنون.

وأوضح ترودو، في مؤتمر صحفي،أن كندا قبلت طلبا قدمته الأمم المتحدة بهذا الخصوص، وبين أن هذه الخطوة جاءت في إطار جهود بلاده الداعمة بشكل مستمر لقضايا حقوق الإنسان والمرأة.

 أسرة رهف تتبرأ منها:

كشفت رهف أنها عندما وصلت إلى كندا، تلقت رسالة من عائلتها تعلن فيها تبرؤها منها، ولهذا السبب، طلبت الشابة أن يكون اسمها فقط رهف محمد، مشيرة إلى أنها ترغب في حذف اسم عائلة القنون.
 
وأردفت رهف: "الكثير من الناس يكرهونني، سواء كانوا من عائلتي، أو من السعودية عامة".

وخلال وجودها في كندا، تتلقى رهف الدعم من منظمة غير حكوميّة، وقد عبرت عن رغبتها في تعلم اللغة الإنجليزية وإيجاد عمل.

وحظيت القنون باهتمام دولي الأسبوع الماضي بعدما تحصنت في غرفة بفندق مطار بانكوك وقاومت إعادتها إلى عائلتها التي تنفي أنها تسيء معاملتها، ورفضت القنون مقابلة والدها وشقيقها اللذين قدما إلى بانكوك لإعادتها إلى السعودية.

ومنحتها مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين وضع اللاجئة ووافقت كندا على منحها اللجوء.


إقــــرأ المزيد