X

تابعونا على فيسبوك

رياضيون صنعوا مجد كرة القدم...العربي بن مبارك أو الملقب ب«"الجوهرة السوداء"»

السبت 09 يونيو 2018 - 00:00

كثيرون هم الرياضيون الذي صنعوا أمجاد وتاريخ كرة القدم، وظلت أسماؤهم منقوشة في ذاكرة الاجيال، لأنها صعبة على النسيان. هم جيل من الرواد تركوا بصماتهم واضحة في الملاعب والمباريات، على الرغم من أنهم لم ينالوا حظهم من الاعتراف بالتضحيات التي قدموها في سبيل خلق الفرجة وتمتيع عشاق المستديرة بلحظات قوية من الانتشاء من خلال إنجازاتهم الخالدة.

"ولو.بريس" يختار لكم ضمن هذه السلسلة الرمضانية أسماء ووجوها لامعة كان لها فضل كبير في صناعة تاريخ المستديرة، وسنحاول التعريف بأهم الإنجازات التي حققتها والأحلام وكذا الطموحات الكبرى التي راودتهم طوال مشوراهم الكروي.

 عبد القادر العربي بن مبارك الملقب بــ "الجوهرة السوداء" من مواليد 1914 بمدينة الدار البيضاء، ترعرع يتيم الأب مما دفعه إلى العمل كنجار منذ بلوغه سن الـ 12، تحمل المسؤولية صغيرا، وكان يلعب كرة القدم داخل الأحياء الشعبية والتي  كانت له بمثابة مدرسة للتكوين، بالتزامن مع مشاركته في دوريات الأحياء لهواة كرة القدم حتى 1930 حيث انضم إلى فريق إيديال كازابلانكا الذي قضى معه 4 سنوات قبل انتقاله إلى نادي الإتحاد الرياضي المغربي المُدار من طرف فرنسيين، لتبدأ مسيرته الفعلية حيث تألق خلال 4 مواسم في دوري شمال افريقيا و ذاع سيطه الذي وصل حتى فرنسا.

انضم بن مبارك سنة 1938 إلى أولمبيك مرسيليا ليكون أول لاعب عربي يحترف بأوروبا حيث تألق صحبة ناديه، ووقع 12 هدفا واحتل مارسيليا الرتبة الثانية خلف نادي سيت، وأُرْغِمَ بن مبارك على حمل القميص الفرنسي ضد المنتخب الإيطالي في دجنبر 1938، وبعد توقف الدوري الفرنسي خمس سنوات بسبب الحرب العالمية الثانية، عادت الحياة للدوري الفرنسي، واستأنف بن مبارك مسيرته في فرنسا رفقة نادي ستاد باريس الذي حقق معه الصعود إلى الدوري الممتاز، واستطاع احتلال المرتبة الخامسة في موسمه الأول.

وفي عام 1949، انضم العربي بن مبارك إلى فريق الأتليتيكو، الذي لمع فيه كواحد من أكبر مهاجمي الدوري الإسباني. وشكل مع السويدي كارلسون أقوى ثنائي هجومي في إسبانيا، وتم التعاقد معه بمبلغ 17 مليون فرنك فرنسي، وهو ثروة طائلة في ذلك الوقت، قاد أتلتيكو مدريد إلى التتويج بلقبي الليجا لموسمي 1951 و 1952 إضافة إلى كأس اسبانيا 1951 وساهم بن مبارك في هذا النجاح بـ 56 هدف خلال 113 مباراة في 5 مواسم قبل أن يعود مجددا إلى مارسيليا صيف 1953 .

وبعد سنوات من المجد الرياضي، دخل العربي بن مبارك طور النسيان في سنينه الأخيرة التي أمضاها في وحدة وعزلة، وعانى الكثير إثر وفاة زوجته الفرنسية "لويز" التي تنحدر من أسرة فرنسية من النبلاء، وكانت قد اعتنقت الإسلام وحملت اسم "مليكة".

وفي 16 شتنبر 1992، عُثر على العربي بن مبارك ميتا في بيته فتبين أنه فارق الحياة قبل ثلاثة أيام وحيدا.


إقــــرأ المزيد