صناع التفاهة يتساقطون واحدا تلو الآخر.. هل العدالة ستضبط الفضاء؟
يتساقط صناع المحتوى المثير للجدل في المغرب واحدًا تلو الآخر، في مشهد يعكس تصاعد الوعي المجتمعي بخطورة المحتوى الهابط ودوره في زعزعة القيم المجتمعية، إلى جانب استجابة السلطات لشكايات حقوقية وقانونية ضد هذه الأسماء التي باتت محل جدل واسع.
واثارت هذه التحركات الأمنية والقضائية، التي استهدفت أسماء معروفة مثل “الشيخة مولينكس” و”هيام ستار” و”رضا ولد الشينوية”، نقاشًا واسعًا حول حرية التعبير، حدودها، ومسؤولية الأفراد في استخدام منصات التواصل الاجتماعي.
وجاء توقيف “الشيخة مولينكس” في مطار مراكش بعد سلسلة شكايات بالسب والقذف والإخلال بالحياء العام، وهو الذي اشتهر منذ بداياته بمقاطع فيديو للرقص بلباس نسائي، ما أثار جدلًا واسعًا حول طبيعة محتواه، ليواصل لاحقًا استغلال تطبيق “تيك توك” في تقديم تحديات ومحادثات تجاوزت في أحيان كثيرة حدود الذوق العام، وفقًا لما يراه منتقدوه.
على الجانب الآخر، كانت “هيام ستار” حالة أكثر تعقيدًا، حيث أدى مزيج من التصرفات المثيرة للجدل مثل السكر العلني، سب مؤسسات الدولة، تعنيف أطفالها، وإعلان اعتناقها المسيحية إلى موجة من الغضب العام دفعت فعاليات حقوقية إلى رفع شكايات ضدها، مما استدعى تحرك النيابة العامة بسرعة لوضعها رهن الحراسة النظرية.
وفي سياق موازٍ، أصدرت محكمة بالدار البيضاء حكمًا بالسجن ثلاث سنوات نافذة على “رضا ولد الشينوية” وسنتين على “فاطمة بن عباس”، بعد اتهامات بالإخلال بالحياء العام والسب والشتم، إضافة إلى شكايات تتعلق بالاتجار بالبشر، وهي تهم أثارت جدلًا كبيرًا، خاصة أن المتهم الأول واجه صعوبات في إيجاد محامين مستعدين للدفاع عنه بعد نشره محتوى اعتُبر مسيئًا للمحاماة كمهنة ومؤسسة.
ويرى مراقبون، ان ما يحدث يعكس رغبة السلطات في استعادة السيطرة على فضاء رقمي خرج عن الضوابط التقليدية، إذ أصبحت بعض الأسماء رمزًا لما يراه التيار المحافظ انحدارًا أخلاقيًا يستدعي التدخل.
وتأتي هذه الموجة من الاعتقالات والمحاكمات استجابة واضحة للضغط المجتمعي، حيث يرى كثيرون أن هذه الشخصيات لم تكن تمثل سوى واجهة لمرحلة عبثت فيها منصات التواصل بقيم مجتمع متماسك تاريخيًا، ما دفع إلى المطالبة بوضع حد لهذا الانفلات.
ومع ذلك، فإن هذه الخطوات تفتح الباب أمام نقاش أعمق حول مفهوم حرية التعبير، وحدودها في مجتمع يواجه تحولات اجتماعية واقتصادية عميقة.
ويرى البعض أن الحملة الأمنية والقضائية قد تتجاوز أهدافها المعلنة لتصبح أداة للرقابة الثقافية، بينما يعتقد آخرون أنها ضرورة مرحلية لضبط الفوضى الأخلاقية التي خلفتها موجة غير مسبوقة من الشهرة السهلة واللامسؤولية الرقمية.
وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن المغرب يخطو نحو إعادة صياغة العلاقة بين القيم المجتمعية والفضاء الرقمي، لكن التحدي الأكبر سيظل في إيجاد التوازن بين فرض الضوابط وحماية الحريات الفردية، وهو نقاش لا ينفصل عن السياقات الأوسع لتحولات المجتمع المغربي بين التقليد والحداثة.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 08:30 عاصفة ثلجية تحاصر المسافرين بين مراكش وورزازات
- 08:02 نارسا توصي بتوخي الحذر
- 07:05 ساو تومي وبرينسيب تُجدّد دعم مغربية الصحراء
- 06:30 توقعات أرصاد المغرب لطقس الجمعة 31 يناير
- الأمس 21:40 انوار صبري...لا أريد أن أقول حفل الختام في حضرت الوزيرة عمور
- الأمس 21:37 عمور تتكلم خلال فعاليات لي امبريال عن كأس العالم و مغرب المستقبل
- الأمس 21:18 البطولة الاحترافية...نهضة بركان يهزم الجيش الملكي ويبتعد في الصدارة