"عبد الرحمان اليوسفي".. صاحب النفس الطويل الذي عارض سياسة الملك الراحل الحسن الثاني بكل جرأة
فهد صديق
عرف السياسي المغربي والمناضل اليساري "عبد الرحمان اليوسفي"، أحد المؤسسين لحزب "الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية"، بتأنيه وتأمله وقلة بوحه وبطول نفسه وتحمله للشدائد وكذا باستقامة شخصيته ونزاهة أخلاقه، وقد اشتهر بمعارضته لنظام الملك الراحل الحسن الثاني وسياسته، قبل أن يعينه جلالته وزيرا أول ليقود "حكومة التناوب"، والتي قال عنها في مذكراته، إنه رغم التعليمات التي أعطيت للبصري من طرف الحسن الثاني، بضرورة تقديمه واجب الدعم من أجل إنجاح هذه التجربة، إلا أن البصري استمر في السير عكس توجهات الحكومة التي كان يقودها اليوسفي، لأن "الطبع يغلب التطبع". حسب تعبيره.
كما روى "اليوسفي"، في مذكراته أيضا تفاصيل تعرضه للتجسس، واكتشافه لعدد من أدوات التنصت في أحد المكاتب التي كان يخصصها لإجراء مفاوضات تشكيل حكومته، حيث قال: "عندما بدأت الإستشارات الأولى لتكوين حكومة التناوب التوافقي، وفر لي الإخوان في الحزب شقة في حي أكدال بالرباط، لعقد اللقاءات الأولى المتعلقة بالمشاورات، بعد ذلك بمدة، سرعان ما سنكتشف أنه تم زرع أجهزة للتجسس، وأخرى لتسجيل محتوى هذه المشاورات داخل الشقة، وبالنتيجة تم التخلي عنها واللجوء إلى أماكن أخرى متعددة لنفس الغرض".
بيوغرافيا
ولد عبد الرحمان اليوسفي، يوم 8 مارس 1924 في مدينة طنجة، تابع دراسته في ثانوية مولاي يوسف بالرباط، وانخرط في العمل السياسي والنضالي عام 1943 وعمره لا يتجاوز عندئذ 19 ربيعا، فانتمى لحزب "الإستقلال"، ثم حصل على الإجازة في القانون، وعلى دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية، فدبلوم المعهد الدولي لحقوق الإنسان، وعمل سرا بالبيضاء في صفوف المقاومة وتنظيم الطبقة العمالية، قبل أن يمتهن المحاماة بمحاكم طنجة من عام 1952 إلى 1960، واختير نقيبا للمحامين في طنجة عام 1959، وأسس مع "المهدي بن بركة، ومحمد بصري، ومحجوب بن صديق، وعبد الرحيم بوعبيد، وعبد الله إبراهيم"، "الإتحاد الوطني للقوات الشعبية" المنشق عن حزب الإستقلال عام 1959، وبات عضوا في الأمانة العامة للحزب الجديد من عام 1959 إلى 1967 واعتقل حينها مرات عديدة، كما تحمل مسؤولية رئاسة تحرير جريدة "التحرير" الصادرة عن حزب "الإتحاد"، ليتولى بعد ذلك مهام الكاتب العام المساعد لـ"تحاد المحامين العرب" من 1969 إلى 1990، واختير مندوبا دائما لـ"الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية" (الاسم الجديد للحزب) في الخارج منذ تأسيس الحزب عام 1975، وعضوا في مكتبه السياسي منذ مؤتمره الثالث عام 1978، وانتخب كاتبا عاما (أمينا عاما) للحزب بعد وفاة "عبد الرحيم بوعبيد"، في 8 يناير 1992.
وعقب إعلان نتائج الإنتخابات التشريعية عام 1993، تخلى المناضل اليساري عن وظائفه السياسية احتجاجا على ما وقع فيها من تلاعب، وذهب إلى مدينة "كان" بفرنسا في شتنبر 1993، وبعد ضغوط من زملائه وفي سياق الأجواء السياسية الجديدة في البلد والرغبة التي أبداها الملك الحسن الثاني لإشراك المعارضة في الحكم وفتح باب المصالحة عاد إلى أرض الوطن، وقبل عرض الملك الراحل بقيادة ما اصطلح عليها بـ"حكومة التناوب"، وعين وزيرا أول (رئيس وزراء) في 4 فبراير 1998 إلى غاية أكتوبر 2002، ليعلن اعتزاله العمل السياسي وقدم استقالته من حزبه في رسالة إلى مكتبه السياسي يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2003، قبل أن يوشحه الملك محمد السادس، وساما ملكيا رفيعا في مدينة أكادير، كما منحه العاهل البلجيكي وساما ملكيا أيضا.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 12:01 لارام تُروّج لعروضها في تونس
- 11:45 وفاة سفير المغرب السابق بروسيا عبد القادر لشهب
- 11:28 تراجع حاد في إنتاج السكر بالمغرب
- 11:13 رحلات جوية بالمغرب مهددة بالإلغاء بسبب إضراب عام بفرنسا
- 11:04 لهذا السبب يتجه المغرب لإستيراد زيت الزيتون البرازيلي
- 10:30 بنكيران: ما يقع في ظل هذه الحكومة غير مسبوق.. وصفحة البيجيدي نقية طاهرة
- 10:02 هذه حقيقة وجود أسلحة إسرائيلية في سفينة رست بميناء طنجة