عضو تنسيقية المكفوفين يروي لـ "ولو.بريس" القصة الكاملة لسقوط زميلهم "صابر" من أعلى بناية وزارة الأسرة والتضامن

حاوره: الجيلالي الطويل 

وقعت ليلة أمس الأحد 07 اكتوبر الجاري، فاجعة جديدة انضافت إلى قائمة الانتكاسات التي يعيش على وقعها مكفوفو المغرب، الذين دابوا ومنذ سنوات على التعبير عن استنكارهم للحيف الذي يعيشونه وإقصائهم وحرمانهم من أبسط الحقوق، وذلك بعدما سقط أحد المكفوفين من على سطح بناية وزارة الأسرة والتضامن.

وفي ظل هذا المصاب، خرجت الوزيرة بسيمة الحقاوي ببلاغ تتحسر من خلاله على وفاة المكفوف الذي طالبها مراراً بالحوار الجاد و المسؤول، عله يثمر (الحوار) وظيفة قارة تغنيه خطر الموت، وصعوبة النضال وأجواءه المحفوفة بالمخاطر.

وبعد الجدل الذي أثير حول أسباب وفاة المكفوف المعطل، ومع تضارب الروايات التي نسجت بعضها من بنات أفكار أناس لم يعاينوا الحدث، ارتأت "ولوبريس"، أن تقرب قراءها من الوقائع من مصدرها، حيث ربطت الإتصال ب"عبد الله التونسي"، العضو في تنسيقية المعطلين المكفوفين بالمغرب، والذي قربنا أكثر من الحدث ووضح لنا أسباب وفاة عضو تنسيقيتهم، التي تناضل منذ سنة 2011، دون التوصل إلى حلول ناجعة من طرف الوزارة الوصية.

بداية الحكاية، كيف صعدتم إلى سطح الوزارة ؟

أولا، بدأت الحكاية قبل اقتحام الوزراة، عندما التقينا قبل قرابة الشهر والنصف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وبسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن و المرأة، والأسرة و التنمية الإجتماعية، ببوزنيقة بأحد مؤتمرات حزب العدالة والتنمية، وحينها وعدنا العثماني بتعديل مرسوم ينسخ المراسم السابقة. 

وهذا المرسوم قال عنه رئيس الحكومة إنه سيقوم بتعديله وذلك انطلاقاً من صلاحياته، حيث سيمكننا من الولوج إلى الوظيفة العمومية مباشرة وبدون الخضوع إلى إجراء مباريات.

وأشير إلى أن العثماني قال لنا بالحرف "آش بغاو يديرو بكم القطاعات الحكومية أنتم كمكفوفين، الي دايرين أدب عربي ولا جغرافيا ولا دراسات إسلامية ولا.."

وأوضّح هنا أن المرسوم الذي جاءت به الوزيرة الحقاوي، ولم تفعّله، والذي يقول بأنه يتم منح مناصب "للقطاعات الراغبة"، وأسطر على "الراغبة"، في تشغيل المكفوفين، وهنا أتساءل أوليست للحكومة كلمة وقرار على مسؤوليها؟.

وبعد هذا اللقاء مع العثماني والحقاوي، الذي لم يثمر عن أي نتائج، قررنا اقتحام الوزارة و المرابطة بسطحها، وكان الإقتحام عادياً حيث دخلنا بعد خطة محكمة كنا قد رسمناها قبلاً، وعند الإقتحام لم نتواجه مع رجل الأمن الخاص الذي كان بباب مبنى الوزارة.

وماهي أهم نقاط ملفكم المطلبي ؟

أهم نقطة في ملفنا المطلبي، وهي التوظيف المباشر بسلك الوظيفة العمومية بدون قيد أوشرط، وبطريقة فورية، ذلك لأننا لم نعد نثق في وعود المسؤولين، وعدم ثقتنا بهم جاء نتيجة لمراوغاتهم المتكررة، ووعودهم الزائفة و الكاذبة منذ سنة 2011.

هل استجابت الوزيرة لملتمسكم للحوار معها ؟

أريد أن أشير هنا إلى نقطة مهمة بخصوص سؤالكم، وهي أن الوزيرة بسيمة الحقاوي تعرفنا واحداً واحداً وبالأسماء.

وأما عن طلبات وملتمسات الحوار، فكل شهر تقريباً نضع ملتمس أو ملتمسين من أجل تجديد رغبتنا في الحوار مع الوزيرة، واحيطكم علماً أن طلبات اللقاء وملتمسات الحوار لم تقتصر فقط على وزارة الحقاوي بل قمنا بوضع ملتمساتنا بكل الوزرات.

ورغم كل هذه الخطوات الحضارية من جانبنا التي عبرنا من خلالها عن حسن نيتنا إلا أن الوزيرة الحقاوي، تعنثت وقالت لنا  "الإقتحام ماتيخلعنيش، والإعتصام ماتيهمنيش".

تحدث لنا عن حيثيات سقوط زميلكم من سطح بناية وزارة الحقاوي ؟

الحيثيات الحقيقية وهي أنه عندما دام اعتصامنا بسطح البناية لمدة تقارب 12 يوماً، وبسبب طول هذه المدة لجأ البعض منا إلى الإتصال بعائلته، وكان زميلنا من الناس الذين اتصلوا بعائلتهم من أجل أن يرسلوا له بعض المال من أجل مساعدته.

وبينما هو يتحدث إلى والديه وهو يطمئنهم على أحواله، لم ينتبه إلى حافة البناية فسقط، من أعلى ما ادى إلى وفاته.