في ظل دعوات حقوقية بالتدخل العاجل.. توضيحات بشأن عدم إعادة المغاربة العالقين بالخارج

لا زالت قضية المغاربة العالقين في الخارج والمغاربة حاملي جنسيات أخرى أو مقيمين بدول أخرى، تثير قلقا في ظل تمسك السلطات بإغلاق الحدود البرية والمجال الجوي، ومطالبة هيئات ومنظمات حقوقية وطنية بالتدخل العاجل من أجل تسهيل عودة هؤلاء.

وفي هذا السياق، نقلت مصادر مسؤولة، نفيها صحة الأخبار التي تحدثت، ليلة أمس، عن اتخاذ المملكة قرار إعادة المغاربة العالقين بالخارج خلال الأسبوع المقبل، مؤكدة أنه "لم يتخذ أي قرار إلى حدود اليوم، في وقت تتواصل فيه دراسة وضعية مغاربة الخارج العالقين، وتتبعها، وتقديم الدعم والمساندة لهم حسب الإمكانيات المتوفرة".

وذكرت نفس المصادر، أن "إدخال 18 ألف عالق بالخارج، في الوقت الراهن، يبقى قرارا صعبا". مضيفة أن المغرب استطاع تفادي وقوع "كارثة وبائية" بفضل الإجراءات الصارمة التي اتخذها، موضحة أن "إجراء فحص طبي شامل للمغاربة العالقين ووضعهم مباشرة في الحجر الصحي، يتطلب وقتا ونحن غير مستعدين اليوم". مردفة بالقول "المغرب لن يتخلى عن المغاربة العالقين بالخارج، بل فقط ننتظر مرور هذه الفترة الحرجة ونتأكد من استقرار منحى الوضعية الوبائية التي تمر بشكل جيد اليوم، وسنتخذ قرارا بإعادتهم فورا".

من جهتها، أكدت نزهة الوافي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في ردها على استفسارات البرلمانيين اليوم الأربعاء، داخل لجنة الخارجية بمجلس النواب، أن السلطات المغربية، تدرس ترحيل المواطنين المغاربة العالقين في الخارج، في ظروف جيدة.

وقالت الوافي، إن المملكة "تنتظر ترحيلهم في ظروف جيدة لأن ذلك يدخل في حفظ الصحة العامة للمغاربة هنا وسلامة هؤلاء العالقين في الخارج أيضا". ولفتت الإنتباه إلى كون الوزارة عبر السفارات والقنصليات بمختلف الدول، تواكب الوضع، وعلى دراية بكل حالة من الحالات، مشيرة إلى وجوب انتظار "انفراج الأزمة، وأن تتوفر جميع الشروط الضامنة لانجاح عملية عودتهم حفاظا للامن الصحي".

وزادت الوزيرة قائلة: "تأكدوا أن كل المتدخلين والسلطات يتدارسون كل السيناريوهات الممكنة لترحيلهم في جودة تستوفي كل الشروط لحماية المغاربة، نحن في ظرف استثنائي، ونتدبر تدبيرا ناجحا بقرار ملكي هذا الوضع، ونشتغل على إرجاعهم في جودة عالية على غرار الذين قمنا بترحيلهم من ليبيا والصين".

وكانت "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، قد طالبت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بالتدخل العاجل من أجل تسهيل عودة المغاربة العالقين خارج التراب الوطني ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. داعية إلى "اتخاذ إجراءات سريعة تهم وضعهم وتمكينهم من الرجوع إلى مدنهم، خاصة وأنهم مستعدون لنفس الشروط التي تم فيها تنقيل الطلبة المغاربة بمدينة يوهان الصينية قبل أسابيع؛ والترخيص لهم بالعودة إلى الوطن وذلك قياسا بالترخيص الممنوح للمواطنين الأوروبيين من أجل العودة لبلدانهم".