فيلم فرنسي يعدد إنجازات الملك محمد السادس و تحويله المغرب لقوة قارية

بثت القناة الفرنسية «Public Sénat» الوثائقي الذي يحمل عنوان «مسار ملك – مغرب محمد السادس»، وهو فيلم وثائقي مدته 52 دقيقة قام بإعداده الصحفيان إيف درعي وميكائيل دارمون.

ويستعرض الوثائقي 25 عاماً من حكم الملك محمد السادس، معتمدا على أرشيف الصور وشهادات شخصيات مغربية وفرنسية والأحداث المهمة التي شهدتها البلاد، حيث يتساءل الصحفيان في مقدمة الفيلم عن هوية الملك محمد السادس الذي يوصف بالكتوم، وكيف نجح في فرض رؤيته ومشاريعه تدريجياً، وكيف جعل المغرب قوة سياسية واقتصادية إفريقية.

ويتضمن الفيلم مقابلات مع شخصيات مغربية وفرنسية تتحدث لأول مرة عن الملك محمد السادس الذي يبقى كتومًا عن نفسه ولكنه يحظى بحضور قوي على الساحة الدولية، وتم توجيه أسئلة إلى الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند، وفرانسوا سودان، مدير نشر مجلة «جون أفريك»، وجيرار لارشر، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، والسيناتور الفرنسي روجر كاروتشي. ومن الجانب المغربي، تحدث من بين أسماء أخرى كل من محمد بنشعبون، المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، وأسماء لمرابط، الكاتبة والباحثة البارزة في مسألة المرأة في الإسلام، ونادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، وأحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وكذا عادل الفقير، المدير العام للمكتب الوطني للمطارات.

ويبدأ الوثائقي برسم صورة لنظام ملكي عريق، مشيراً إلى وفاة الملك الحسن الثاني وصعود محمد السادس إلى العرش في عام 1999، ويتناول الفيلم اختلاف أسلوب محمد السادس في الحكم مقارنة بأسلوب والده، حيث يعتمد الملك محمد السادس على تقنيات جديدة في التواصل ويفضل الحضور الميداني على الخطب، ويتم وصف الملك بأنه «ملك الشباب» ويظهر تميزاً في سياسته من خلال التركيز على الرياضة والثقافة والسياحة كعوامل لتعزيز القوة الناعمة للمغرب، ويتجلى ذلك بشكل خاص في مشاركة المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، مما ساهم في تعزيز صورة المغرب وثقافته.

ويؤكد الوثائقي أن الملك محمد السادس جعل المغرب «قوة إفريقية»، مشيراً إلى أسلوبه في تحقيق التحولات السريعة في البلاد، حيث يُعرف الملك محمد السادس بأنه «ربان الاقتصاد» الذي قاد التحولات التي جعلت من المغرب خامس أكبر اقتصاد في إفريقيا، وتجاوز الناتج المحلي الإجمالي 140 مليار دولار، إضافة إلى التحول الهائل الذي شهدته بنيته التحتية، مثل ميناء طنجة-المتوسط، أحد أكبر عشرة موانئ في العالم، والشبكة الطرقية والسكك الحديدية والجوية، ومكانة المغرب بين رواد الطاقات المتجددة في العالم.

ويشدد الفيلم على شعار الملك محمد السادس «الاقتصاد أولاً» في سياسته، حيث يهدف إلى تحسين مناخ الأعمال وجعل المغرب منصة استثنائية من خلال اتفاقيات التجارة الحرة مع حوالي خمسين دولة، كما يعطي الملك الأولوية للأسواق الإفريقية الجديدة، ويظهر ذلك من خلال عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي التي غادرها قبل أكثر من 30 سنة، حيث أنه في خطابه بمناسبة هذه العودة، عبر الملك محمد السادس عن سعادته بالعودة إلى إفريقيا، مؤكداً على أهمية الاندماج الإقليمي والتنمية الشاملة للقارة.