كارلوس غصن.. "إمبراطور" أطاحت به لعبة أمريكية بخلفيات قد تكون سياسية !

أثار إلقاء القبض على رئيس مجلس إدارة شركة "نيسان" للسيارات "كارلوس غصن"، زوبعة إعلامية بعد اتهامه بتجاوزات مالية في اليابان وفرنسا، وهو الذي يعد من أهم خبراء صناعة السيارات في العالم، وسط حديث عن بحث إقالته.

 سيناريو أميركي بأبعاد سياسية

محللون ربطوا التطورات الأخيرة بموقف غصن من العقوبات الأميركية على إيران، هذا الموقف استدعى عقابا أميركيا بعدما أعلن في يونيو المنصرم أن شركة "رونو" التي يرأسها لن تتخلى عن وجودها في إيران بشكل تام وإن أبدى استعداده لتقليص هذا الوجود، في ما عدّه البعض تحديا للتوجهات الأميركية.

الخبير في الشؤون الأوروبية والفرنسية "تمام عصام الدين"، أكد أن موضوع توقيف غصن يعتبره الفرنسيون ضربة لهم، لأنه رفض الإنصياع للعقوبات الأميركية على إيران وقرر عدم توقف إنتاج سيارات "رونو" فيها، وأن باريس ترفض تنحيته عن الشركة الفرنسية.

وأضاف: "ستقوم فرنسا بكل ما تستطيعه مِن أجل حماية غصن، و هي بدأت عمليا بذلك عبر تصريحات رسمية فحواها أن غصن لم يخالف قوانين الضرائب في فرنسا ".

كما لفت الخبير إلى أن غصن يعتبر من أصدقاء وحلفاء الرئيس ماكرون المقربين لما له من ثقل في عالم الإقتصاد والأعمال في فرنسا والعالم.

 ضجة كبرى باليابان

ذكرت شركة ميتسوبيشي اليابانية لصناعة السيارات أنها تعتزم اقتراح إقالة كارلوس غصن من منصب رئيس مجلس الإدارة.

ونقلت "رويترز" عن الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان موتور" هيروتو سايكاوا أنه سيقترح عزل رئيس مجلس الإدارة كارلوس غصن في اجتماع لمجلس إدارة الشركة يوم الخميس القادم.

كما ذكرت شركة رونو أن مجلس إدارتها سيلتقي قريبا لبحث مستقبل غصن بعد اعتقاله في طوكيو.

من جانبها كشفت وسائل إعلام يابانية أن كارلوس غصن اعتقل في اليابان بسبب تجاوزات مالية، وكشفت في بيان لها أن غصن استخدم أموالها لأغراض شخصية، وأنه صرح على مدى سنوات بعائدات تقل عن مدخوله الفعلي.

وقالت الشركة اليابانية إنها أجرت تحقيقا داخليا خلص إلى أن كارلوس غصن ارتكب سلوكا سيئا تمثل في استخدام أملاك الشركة لغايات شخصية، مشيرة إلى أنها ستقترح على مجلس الإدارة "إقالته من منصبه سريعا".

 حفنة دولارات  تطيح بالإمبراطور

كما يعرفه البعض هو رجل ليس عاديا، نجح في تحويل كيانات خاسرة جمع بينها المصير المجهول فقط إلى مجموعة ناجحة من أهم مصنعي السيارات في العالم بحجم إنتاج سنوي يصل إلى 10 ملايين سيارة، قبل أن يم الإعلان  عن اعتقاله، هو كارلوس غصن اللبناني الأصل الفرنسي والبرازيلي الجنسية.

النهاية المؤسفة لرجل الأعمال وأحد أشهر الرؤساء التنفيذيين في العالم أعادت إلى الأذهان قصة هذا الإمبراطور ونجاحه وبدايته ونشأته إلى الأضواء من جديد.

واعتقل غصن في اليابان ويشتبه في عدم الإبلاغ عن دخله بمبلغ 5 مليارات ين ياباني، أو ما يعادل 44 مليون دولار، وفقا لما ذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية.

وفي مسيرة غصن يعتبر هذا المبلغ من الدولارات متواضعا، مقارنة بما حققه من نجاحات وما يحصل عليه من دخل، هذا علاوة على الإحترام والكفاءة التي يشهد له بها.

تهاوي سهم شركة رونو

عقب نشر أنباء عن اعتقال كارلوس غصن المدير التنفيذي لشركة "رونو" الفرنسية لصناعة السيارات، هوى سهم الشركة في بورصة باريس بنسبة 5.5% في التداولات الصباحية.

وكان مالكو أسهم شركة "رونو" قد أقروا في يونيو الماضي تعويضات لغصن بقيمة 7.4 ملايين يورو عن السنة الماضية، كما حصل الرجل على تعويضات بقيمة 9.2 ملايين يورو بصفته مديرا تنفيذيا لشركة "نيسان"، وهو المنصب الذي كان يشغله حتى نهاية العام الماضي.