مراكش.. تفكيك شبكة النصب والتهجير الوهمي للخليج

أوقفت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش، يومه الخميس 12 شتنبر الجاري، ثلاثة أشخاص، اثنان منهم من ذوي السوابق القضائية ومبحوث عنهما في عدة مدن مغربية من أجل قضايا النصب، وذلك للإشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في التزوير واستعماله والنصب والإحتيال. وفق ما أكده بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني.

وحسب مديرية الأمن، فإن المشتبه فيهم جرى توقيفهم على خلفية شكايات تقدم بها أربعة ضحايا، منهم طلبة وأجراء، يتهمونهم بالنصب والإحتيال بدعوى تهجيرهم نحو دول الخليج بموجب عقود عمل، وذلك مقابل مبلغ مالي إجمالي قدره 45 ألف درهم للضحايا الأربعة. موضحة أن الأبحاث والتحريات المنجزة، وكذا عمليات التفتيش، قد أسفرت عن رصد مكتب يستغله المشتبه فيهم كمقر لوكالة أسفار وهمية، والذي تم العثور بداخله على 58 جواز سفر خاص بضحايا مفترضين، و120 ملفا يحتوي على وثائق ومستندات شخصية خاصة بالضحايا، فضلا عن ضبط جهاز حاسوب محمول وهواتف نقالة وخاتم مزور خاص بوكالة الأسفار الوهمية.

وخلص نفس المصدر، إلى أنه تم الإحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، ورصد كل امتداداتها وارتباطاتها المحتملة.

وهي واقعه مماثلة لما حدث شهر أبريل الماضي، عندما اعتقلت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، بناء على معلومات وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، إمرأة من ذوي السوابق القضائية العديدة بمعية شخص آخر، للإشتباه في تورطهما في قضية نصب واحتيال وانتحال صفة والمشاركة.

وذكر بلاغ للمدرية العامة للأمن الوطني، بأن إيقاف المشتبه فيهما تم في حالة تلبس بتسلم 40 ألف درهم من شخصين، بعدما قدمت الموقوفة الرئيسية نفسها على أنها "كاتبة قنصل عام" إحدى الدول الأوروبية، بدعوى التوسط لهما في تهجير أقربائهما عن طريق توفير تأشيرة وعقود عمل بالخارج. مضيفا أن الأبحاث والتحريات المنجزة من حجز المبلغ المالي، كما جرى الإحتفاظ بالمشتبه فيهما رهن تدابير الحراسة النظرية، على خلفية البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، كل حسب المنسوب إليه.

وكثر في الآونة الأخيرة بالمغرب تعرض الكثير من الأفراد لعمليات نصب وإحتيال يقوم بها فئة على درجة كبيرة من الخطورة الإجرامية فهؤلاء مجرمون يستعملون عقولهم في خداع بسطاء الناس، بل والبعض من ضحاياهم من ذوي المراكز الكبيرة والمكانة العلمية الرفعية، كما يشكلون "مافيا" دولية تنتشر في أرجاء عدة ولها أساليبها وطرقها التي تحقق من ورائها الأهداف القذرة التي يسعون من خلال الغش التجاري أو بأساليب غسيل الأموال أو تقديم عروض تكون في ظاهرها موثقة ومدعمة بأوراق رسمية وشهادات، إلا أنها مزورة في حقيقتها وهدفها إسقاط عدد أكبر من الضحايا.