X

تابعونا على فيسبوك

اكتشاف اضطراب نادر في شبكية الأطفال مرتبط بحمى شديدة وفقدان مفاجئ للبصر

21:17
اكتشاف اضطراب نادر في شبكية الأطفال مرتبط بحمى شديدة وفقدان مفاجئ للبصر

توصل فريق من الباحثين في مختبر طب العيون الحكومي بالصين إلى اكتشاف اضطراب جديد في شبكية العين لدى الأطفال، يظهر بعد الإصابة بحمى شديدة ويتسبب في فقدان مفاجئ للرؤية. وأطلق الباحثون على الحالة اسم خلل الشبكية الخارجي الحاد (HORD)، وهو اضطراب نادر يتميز بفقدان ثنائي مفاجئ للبصر وتعطل المستقبلات الضوئية، مع تفاوت في درجة التعافي بين المرضى.

الدراسة شملت 8 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات، فقدوا بصرهم الحاد بعد حوالي أسبوعين من الإصابة بحمى. وعلى الرغم من البداية الصعبة، حيث كانت حدة البصر ضعيفة جدًا، إلا أن معظم الحالات سجلت تحسنًا ملحوظًا في الرؤية المركزية خلال عام واحد. ولم يكن لأي من الأطفال تاريخ سابق من ضعف البصر، كما خضعوا لتقييمات طبية دقيقة لاستبعاد أي أمراض شبكية وراثية أو التهابات أو اضطرابات مناعية.

الفحوصات الطبية كشفت عن اضطرابات مميزة في بنية الشبكية، خاصة في المنطقة الإهليلجية (EZ) والغشاء المحدد الخارجي (ELM). أما نتائج تخطيط كهربية الشبكية (ERG)، فأظهرت ضعفًا واضحًا في استجابة المستقبلات الضوئية، حتى لدى المرضى الذين شهدوا تحسنًا في الرؤية. وشملت إجراءات التشخيص: تقييم حدة البصر المصححة (BCVA)، التصوير متعدد الوسائط، بالإضافة إلى اختبارات جينية ومصلية لاستبعاد الأمراض الوراثية والمناعية الذاتية.

العلاجات التي تلقاها المرضى تضمنت مثبطات المناعة، مثل الكورتيكوستيرويدات، الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG)، والميثوتريكسات. وتمثلت الأعراض الأولية في فقدان شديد للرؤية الثنائية، ضعف الرؤية الليلية، تضييق المجال البصري، وخلل في تصبغ الشبكية. وعند التشخيص الأولي، كانت حدة البصر لدى المرضى أقل من القدرة على عدّ الأصابع، لكن بحلول الأسبوع الرابع بدأت علامات التحسن بالظهور، وبعد عام واحد، استعاد 88% من المرضى (7 من 8) رؤية تصل إلى 20/40 أو أفضل، بينما بلغ 50% منهم (4 من 8) مستوى 20/25 أو أفضل.

ورغم التحسن البصري الملحوظ، أظهرت اختبارات ERG استمرار ضعف استجابة المستقبلات الضوئية، مما يشير إلى تأثير طويل الأمد على وظائف الشبكية. ولم يتمكن الباحثون من تحديد سبب واضح للاضطراب، لكن تم اكتشاف أجسام مضادة خاصة بالشبكية لدى مريضين، مما يثير فرضية ارتباط المرض باضطرابات مناعية ذاتية.

وفي دراسة موازية أجريت بجامعة أيوا، رجح الباحثون تيموثي بويس وإيان هان أن HORD قد يكون اضطرابًا جديدًا في الشبكية مرتبطًا باستجابة مناعية ذاتية للعدوى. ورغم وجود تشابه بين HORD وبعض اضطرابات الشبكية الأخرى، إلا أنه يتميز بخصائص فريدة، ما يستدعي مزيدًا من الدراسات لفهم آلياته وتطوير استراتيجيات علاجية أكثر دقة.

ويأمل العلماء في أن يساعد تحديد المؤشرات الحيوية الجديدة، مثل الأجسام المضادة الخاصة بالشبكية، في تحسين فهم المرض وتطوير علاجات أكثر فاعلية. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة JAMA Ophthalmology، وسط اهتمام علمي واسع بهذا الاكتشاف الجديد.


إقــــرأ المزيد