"الإستقلال".. أعرق أحزاب المغرب أزيح من زعامة الحكومة فاختار الإصطفاف في المعارضة
فهد صديق
يعتبر حزب "الإستقلال" أحد أكبر وأقدم وأشهر الأحزاب في المغرب، وقد ارتبط ظهوره بمقاومة المغاربة الإستعمار الفرنسي، حيث كان يعرف في البداية بـ"كتلة العمل الوطني" برئاسة الزعيم التاريخي "علال الفاسي"، أحد أعلام الحركة الإسلامية الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين؛ كما قاد وشارك في أكثر من حكومة.
نشأة الحزب
ولد حزب "الإستقلال" فعليا، يوم 11 يناير 1944 حين تم تقديم ما عرف في تاريخ المغرب بـ"وثيقة المطالبة بالإستقلال"، وترأس الحزب "علال الفاسي" حتى وفاته عام 1974، ثم خلفه "محمد بوستة" الذي لقب بـ"الحكيم الصامت" حتى 1998، ليتولى بعده القيادة "عباس الفاسي"، ثم "حميد شباط"، وأخيرا "نزار بركة" الذي انتخب أمينا عاما جديدا للحزب.
لعب الحزب التاريخي دورا كبيرا في مواجهة الإستعمار الفرنسي بالتعاون مع القصر في إطار ما عرف بـ"الحركة الوطنية"، وأعلن في 8 دجنبر 1952 إضرابات اعتقلت على إثرها قياداته. وفي سنة 1959 شهد الحزب انشقاقا، فانبثق عنه حزب "الإتحاد الوطني للقوات الشعبية"، الذي انشقت عنه بدوره فيما بعد أحزاب أخرى.
مشاركات حكومية
برز اسم حزب "الإستقلال"، الذي يتخذ من "الميزان" رمزا له، في حكومات متعاقبة في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ولم يسند إليه منصب رئاسة الحكومة سوى لمدة تقل عن سنة. وفي عام 1991 قدم الحزب رفقة الإتحاد الإشتراكي مذكرة مشتركة إلى الملك الراحل الحسن الثاني للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية، قبل أن يتسيد المشهد السياسي في المغرب مع تكليف المعارض الإشتراكي "عبد الرحمن اليوسفي" بتشكيل ما سمي بحكومة "التناوب التوافقي".
وبعيد الإنتخابات التي جرت يوم 27 شتنبر 2002 واحتل فيها الحزب الصدارة، عين الأمين العام آنذاك عباس الفاسي في منصب الوزير الأول، واستمر الحزب في قيادة الحكومة قبل أن يتولى المسؤولية حزب "العدالة والتنمية" الفائز في انتخابات نونبر 2011.
وفي شتنبر 2012 حصل حميد شباط، على منصب الأمين العام للحزب خلفا لعباس الفاسي، وقرر بعدها "الميزان" الإنسحاب من الحكومة التي يقودها (الإسلاميين) وقدم خمسة من وزرائه من أصل ستة استقالتهم في 9 يوليوز 2013، وانخرط الحزب بعدها في المعارضة إلى الآن رغم تغيير قيادته في 2017 بانتخاب نزار بركة، أمينا عاما للحزب.
قراءة تحليلية
وبحسب "حفيظ الزهري"، المحلل والباحث في العلوم السياسية، فإن تموقع حزب "الإستقلال" في المعارضة، سيحقق التجانس السياسي الذي بدأ يعود إلى الحزب مع أمينه العام الحالي نزار بركة، خاصة بعدما اجتاز الحزب مرحلة المخاض السياسي قبل مؤتمره الأخير، وخاض أبناؤه صراعات طاحنة على المستوى السياسي.
وأوضح الباحث في العلوم السياسية، أن الإنتقال من المساندة النقدية للحكومة التي اتخذها الحزب في مرحلة "البلوكاج"، إلى المعارضة، جاء استجابة لقواعد الحزب الذين كانوا يطالبون بتوضيح تموقع الحزب بعد تشكيل الحكومة، وهو ما سيجعل "الميزان" يدخل اللعبة السياسية بأريحية الآن. مضيفا قرار الحزب سيعطي قوة للمعارضة التي أصابها الضعف بعد تشكيل الحكومة الحالية.
أما "محمد الغالي"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، فاعتبر إعلان حزب "الإستقلال" التموقع في المعارضة، جاء لحفظ ماء وجه العمل السياسي بالبلد، مشيرا إلى أن الظرفية السياسية الراهنة تحتم على الحزب الإصطفاف في المعارضة، خاصة وأن سيناريو تواجده في الأغلبية كان سيضر به.
وأوضح المحلل السياسي، أن حزب "الميزان" أظهر من خلال هذا الموقف، أنه ليس حزبا مرتبطا بالحكومة دوما، وأنه يخدم مشروعه ضمن العمل السياسي بالمغرب سواء كان في المعارضة أو الأغلبية. مشددا على أن حزب نزار بركة أعطى لنفسه الفرصة، من خلال هذا الموقف، من أجل تفادي الضغط الحكومي، ومعالجة التصدعات والإنشقاقات التي مر بها خلال المرحلة السابقة مع الأمين العام السابق حميد شباط، ولإستكمال مسار هيكلة الحزب في أفق الإنتخابات البرلمانية والجماعية المقبلة، وفق تعبيره.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 15:02 الحبس النافذ لرئيس جماعة سابق بميدلت
- 14:51 الحموشي يستقبل مسؤولة أمنية بلجيكية رفيعة
- 14:43 تقرير: جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل عشر دقائق
- 14:25 جلالة الملك يهنئ رئيس جمهورية السورينام بمناسبة العيد الوطني لبلاده
- 14:21 غياب لامين يامال عن مواجهة بريست
- 14:18 انعقاد مجلس للحكومة يوم الخميس المقبل
- 14:06 برنامج مبارايات الجولة 5 من دوري أبطال أوروبا مع التوقيت