الحلقة 13 (3): "من ثنايا الذاكرة: توجيهات وتوجهات المنظومة التعليمية" محمد يوسفي مالكي (الأيام الدراسية للتربية الوطنية 1977 ـ 1986)
بعد تحدثه في العديد من الحلقات السابقة عن المنظومة التربوية والتعليمية بكل مراحلها سواء كانت الابتدائية والإعدادية والثانوية وحتى التعليم العالي، تطرق الدكتور والباحث والمشرف التربوي محمد يوسفي مالكي في الجزء الثالث من هذه الحلقة الـ 13 من السلسلة التي تحمل عنوان "الأيام الدراسية للتربية الوطنية"، عن المنظومة السابقة والتي أعد لها الوزير المرحوم عز الدين العراقي استعدادات كثيرة.
وكشف الدكتور مالكي في حديثه أبرز هذه الاستعدادات، والتي تضمنت وجود ملف يعطى لكل واحد من المشاركين في المناظرة التربوية.
وحول تفاصيل هذا الملف ذكر المشرف التربوي، أنه يتضمن نبذة عن المنظور العام للمنظومة المغربية، بالإضافة إلى البحث في الابتدائي والثانوي بصفة عامة، والابتدائي والثانوي للتعليم التقني بصفة خاصة.
وأوضح المتحدث ذاته أن هذه المنظومة التي جاءت يوم 8 غشت من عام 1985 أي بعد ثلاث سنوات من تعيين الوزير المذكور بهذا المنصب، استدعي لها العديد من الباحثين والدارسين وكل المهتمين بالمنظومة التربوية العلمية، وهو ما جعل كل مجرياتها يطبع عليها الطابع العلمي والفكري والتربوي والتعليمي، بجانب اشتمالها على عدد من الانتقادات.
وبالرجوع مجددا للمناظرة التربوية ذكر الباحث يوسفي، أن هذه المناظرة التي أقيمت بمدينة إفران شهدت حضور الملك الراحل الحسن الثاني، والذي قال حينها رحمه الله فور وصوله لمكان المناظرة، كلمة مليئة بالعديد من النصائح والإرشادات، وهي أن الغنى الحقيقي هو "الرجل" قبل أن يضيف أن جميع المغاربة يؤمنون بهذا المبدأ، ويعملون من أجله.
وأوضح الملك الحسن الثاني رحمه الله يردف المتحدث ذاته، أن مشكل التعليم ليس مقتصرا فقط على المغرب، بل يوجد أيضا بالدول النامية والأخرى التي توجد في طريق النمو، مشيرا إلى أن هذا الموضوع يتوقف على أن يكون العلم هو النقطة الأولى التي تدور حولها المناظرة، نظرا لأن العلم والثقافة يعتبران الحاسة السادسة للإنسان، قبل أن يؤكد أن العلم بالنسبة للمغاربة شئ ضروري، حيث يقوم المغاربة بالبحث والتفكير في الوسائل التي تجعل تربيتهم وتعليمهم صالحين، لكي يقدر الرجل المغربي على مواجهة تحديات القرن 21، وذلك في ظل قلة المفكرين بالمغرب.
وضرب الملك الراحل الحسن الثاني مثلا باليابان يضيف الباحث يوسفي، التي تعتبر الدولة الثالثة في الصلب والحديد، بجانب أوروبا التي تعمل على تسيير العالم بالتكنولوجيا واختراعاتها، إلا أنهما بالرغم من ذلك ليس لهما نفط أو حديد بل لهم رجل قادر على الاختراع والاجتهاد من أجل منفعة البلاد، ويتضح من ذلك حسب المتحدث أن العلم من الأمور الضرورية للحياة، ويستشهد كذلك بقول الرسول (ص) في حديث نبوي شريف «من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم».
وأكد الدكتور يوسفي أنه إذا أردنا أن نكون رجال علم وتفكير وتقدير للمستقبل بما يحمله، فيجب أن لا نقتصر فقط على المناهج التي نعلم أبناءنا بها، لأنها لم تنتج هذا الرجل الذي يريده مجتمعنا، موضحا أن هذه المناهج سينتج عنها أن نكون فقراء بصفة عامة خاصة في تكوين المفكرين والعاملين على مصالح البلاد.
ولذلك طالب المتحدث ذاته بإصلاح مناهجنا لكي نكون في صفوف الدول التي لها تربية وعلم وتوجه صالحين، مشيرا إلى أن الجهود التي بذلت في العلم جيدة للغاية ولكنها لا تفي بالغرض والإصلاح، مذكرا بقول الملك الراحل الحسن الثاني أنه إذا نظرنا لنحو 530 ألف تلميذ يدخلون في التعليم الابتدائي سنويا، وتوفير مبلغ مالي كبير من أجل تعليمهم بجانب رجال تعليم، وبالرغم من ذلك لم يخرج سوى 5 في المائة فقط على الشكل المراد، بينما يعتبر الباقي هدرا مدرسيا بجميع أشكاله وأنواعه من انقطاع للدراسة وغيرها من الأمور والويلات.
وفي ختام حديثه في هذه الحلقة أشار المشرف التربوي يوسفي، إلى ضرورة الاجتهاد من أجل عدم تضخم الأمية.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 12:10 فتح معبر “زوج بغال” لإعادة مغاربة كانوا في السجون الجزائرية
- 12:02 أرقام صادمة لحالات العنف ضد النساء بالمغرب
- 11:47 هل فشل امهيدية في حربه على عشوائية البيضاء؟
- 11:46 مكتب الخليع يوفر تذاكر تفضيلية بمناسبة اليوم العالمي للنقل المستدام
- 11:23 الإكوادور تطرد ممثلي البوليساريو من أراضيها
- 11:02 المغرب يشرع في استيراد زيت العود الإسباني
- 10:45 وزارة التعليم تدخل على خط فيديو كتغوتي عليا