الصحراء المغربية مثل الحقيقة لا تقبل التفاوض حولها
بقلم العياشي الفرفار
الخطاب الملكي، بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشر، كان خطابا حازما، الخطاب موجه للبرلمان المغربي، ومن خلاله إلى مختلف الهيآت والمؤسسات والمواطنين، بخصوص التطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية، باعتبارها القضية الأولى لجميع المغاربة.
خطاب تأكيدي حول القضية، وحول أهمية الانتقال من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، ومن مرحلة رد الفعل الى مرحلة الفعل انتصارا و دفاعا عن قضيتنا الأولى، وهو مايستدعي يقظة وجهدا جماعيا للدفاع و الترافع عن مشروعية الصحراء المغربية .
الرهان اليوم، هو رهان وطني يتحقق عبر تعبئة كافة الوسائل والامكانات المتاحة للتعريف بعدالة موقفنا وشرعيتنا التاريخية، إن القضايا العائلة دائما تنتصر حسب الخطاب الملكي السام.
الدول العظمى انحازت للحق و للشرعية، آخرها إسبانيا وفرنسا، لكن هذا لا يمنع من مواصلة جهود الدفاع عن الشرعية التاريخية للتعريف بالحقوق التاريخية للمغرب، لاسيما أنه صدر عن دول كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية مثل امريكا و فرنسا/
الرهان اليوم، يقتصي تجديد ادوات العمل تحقيقا للفعالية في مهمة الترافع و الدفاع عن عدالة القضية الوطنية، وهو ما يستلزم التسلح بالحجج والأدلة المؤكدة لشرعية مغربية الصحراء.
تحقيق هذا الرهان يقتضي تضافر جهود كل المؤسسات والهيآت الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية، وتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها.
الخطاب الملكي، هو خطاب تأكيدي على أن مغربية الصحراء حقيقة ثابتة، لا نقاش فيها، بحكم التاريخ والشرعية، وبإرادة قوية لأبنائها، واعتراف دولي واسع .
بحسب الرؤية الملكية، فالمغرب لا يتفاوض على صحرائه. ومغربية الصحراء لم تكن يوما ، ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات، وإنما التفاوض من أجل إيجاد حل سلمي، لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.
القرار المغربي سواء في المسيرة الخضراء، أوفي أسس الحكم الذاتي المقدم من المملكة المغربية يؤمن بالحوار والسلم، لأن المنتصر في الأخير هو انتصار للإنسان المغربي في إطار دولة قوية تحت قيادة حكيمة لجلالة الملك، دولة تضمن الكرامة والحرية والتنمية للحميع .
الخطاب الملكي اليوم خطاب حازم جازم ، يوجه مؤسسة مجلس البرلمان إلى أهمية التعبئة والتنسيق و التعاون من أجل دبلوماسية برلمانية فعالة تفتح الباب لمن يستحق ويملك أدوات التفكير والترافع و الإقناع ، وهو مايستدعي تغيير منهجية اختيار الشخصيات والوفود بناء على معيار الكفاءة و القدرة على الترافع وامتلاك أدوات الإقناع والحجاج .
خطاب جلالة الملك بمناسبة افتتاح البرلمان، يضعنا أمام تصور واضح أن الصحراء مثل الحقيقة لا تقبل التفاوض حولها، لكن تحتاج إلى جهد فكري و ترافعي بمثابة تمرين فكري لشرح و التحليل موجه لمن مازال خارج دائرة الفهم .
إن عدم الفهم يقود إلى رؤية غير واضحة تختلط فيها الحقيقة بالأوهام ، لذا وحده الفهم هو الطريق إلى الحقيقة، وهو ما يحتاج جهد ترافعي فعال وبأدوات تفكير وشخصيات تمتلك منهجية وأدوات الحوار المنتج.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- الأمس 21:08 أستراليا تمنع وزيرة إسرائيلية سابقة من دخول أراضيها
- الأمس 21:03 بتعليمات سامية من جلالة الملك ولي العهد مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء
- الأمس 20:45 حكم جديد...ثلاثة أشهر حبسا نافذا إضافية في حق إلياس المالكي
- الأمس 20:16 فيينا تودع التاكسي الذي يعمل بالبنزين في يناير المقبل
- الأمس 19:20 صبري حكما للديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد
- الأمس 18:05 خبير إسباني: الدرونات التركية طفرة نوعية في قدرات المغرب العسكرية
- الأمس 17:37 ميداوي يستغني عن مكاتب الدراسات ويعوضها بالجامعات