بركوكش طبق الفقراء الذي قاوم موجة الغلاء
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة احتجاج يتنفس من خلالها المواطن البسيط، حيث اعتدنا كل يوم، على سماع صرخات المواطنين من قلب الأسواق الشعبية بالمملكة، يشتكون فيها من الغلاء الفاحش لأسعار المواد الغذائية التي ارتفعت بشكل جنوني، ما أثقل كاهلهم وتركهم في حيرة من أمرهم في كيفية الحصول على لقمة عيشهم اليومية وسد رمق عائلاتهم.
أمام هذه الموجة التجأت الأسر البسيطة إلى أكلات بدون خضر، حتى يتسني لهم تلبية تسيير أمورهم بشكل متوازن.
بركوكش أكلة مغربية شعبية بسيطة المقادير سهلة التحضير نوعا ما ولذيذة جدا، ومن الوجبات المفضلة عند الكثيرين والمتميزة وهي ضاربة في القدم ، وكانت في مرحلة معينة وجبة أساسية قبل أن تصبح تراثا غذائيا ووجبة موسمية.
أصل التسمية : يرجع أصل اسم هذه الأكلة وحسب الرواية الشفهية لبعض النساء الى فعل " اكرس " أي عقد وبركوكس يعني " اكرس اكرن "أي عقد الدقيق وجعله على شكل كويرات وحبيبات صغيرة.
وبركوكش كما ذكرت سابقا كان وجبة رئيسية عند القدامى، فعند الرجوع من العمل في الحقل وما يصاحب ذلك من تعب يلتجئ الإنسان الامازيغي القديم إلى إعداد هذه الوجبة السريعة والبسيطة والاقتصادية والدافئة.
أما اليوم فان بركوكس أصبح وجبة عصرية أساسية في بعض المناسبات كالزواج وأصبح الناس يتفننون في إعداده كل منطقة فالمغرب يحضروها بطريقة خاصة ..هناك من يحضرها بالقديد والخضر وهناك من يقدمها مع املو، ومن يحضروها بالحليب والزبدة بلدية .. وهذا الأمر هو ما أكسبه شهرة حتى عند غير الامازيغ من أهل المغرب الذين أحبوه وأعجبوا به.
وهنا سنشير إلى وجود طريقتين أو إن صح التعبير نوعين من " بركوكش" :
1 الطريقة التقليدية القديمة : وهي التي أشرنا اليها آنفا وهي سهلة جدا بحيث يؤخذ دقيق الشعير " اكرن نطمزين " ونصب عليه الماء قليلا قليلا ونحركه برؤوس الأصابع ليتجمع ويصير حبيبات صغيرة ،بطبيعة الحال مع قليل من الملح ،وفي نفس الوقت نضع إناء الماء فوق النار ليغلي وبعد الانتهاء من إعداد كويرات الدقيق نضعها في " الكسكاس " الذي وضعنا الماء في القدر تحته ويفور تفويرة واحدة تم يوضع في القدر في الماء المغلى ليطبخ لمدة خمسة عشرة دقيقة ، ثم يصب في الطبق ويؤكل دافئا.
2 الطريقة الحديثة العصرية : حيث يهيء بركوكش بالقمح والدقيق " الفورص" معا ويهيئ بنفس الطريقة السابقة ، غير أنه عندما يفور يوضع في الظل في مكان نظيف ليجفف وييبس ثم يخزن الى وقت الحاجة قد تصل الى سنة أو أكثر ثم يؤخذ منه القدر المراد طهيه ويهيء مثل الكسكس ، ويوضع وسطه اناء نظيف فيه "أملو " وآخر فيه "عسل " ويقدم ويؤكل كذلك دافئا.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- الأمس 21:47 كان السيدات...اللبوءات في مجموعة قوية
- الأمس 21:00 نشرة إنذارية: طقس حار ورياح قوية بعدد من مناطق المملكة
- الأمس 20:04 بوريطة يبحث مع المفوض الأممي لحقوق الإنسان القضايا ذات الإهتمام المشترك
- الأمس 19:34 أنوار صبري يُطالب برفع الدعم الإضافي من الميزانية السنوية لجماعات إقليم سيدي سليمان
- الأمس 19:05 وسط صمت المدرجات...التعادل يحسم الديربي البيضاوي
- الأمس 19:04 منتخب جنوب السودان يقسو على أسود السلة في تصفيات كأس إفريقي
- الأمس 18:37 قرعة دوري الأمم الأوروبية.. نهائي مبكر بين ألمانيا وإيطاليا