تأهبا لدخول سياسي على الأبواب : حزب علال الفاسي مهدد بصراعات داخلية مريرة
لا ينكر متتبع لتاريخ السياسة بالمغرب أن نشأة حزب الاستقلال استلهمت فكرها من قيم التعادلية التي تروم التشبث بالقيم الحقيقية لزعيمها علال الفاسي ورفاق دربه من القادة التاريخيين الموسومين بنظافة الذمة ونزاهة الفكر.
وباعتبار الثقة التي زرعها رواد الحزب في كفاح هذا الوطن المتواصل من أجل الديمقراطية مع كل المناضلات والمناضلين في الهيآت السياسية الوازنة والحقيقية، في إطار الحرص على ثوابت الأمة الأساسية.
إلا أننا اليوم ونحن على أهبة دخول سياسي يقتضي من كل المؤسسات للالتفاف وراء عاهل البلاد في ظرفية حساسة ، يحتاج الوطن لسواعد رجاله من أجل تنزيل الرؤية الملكية في إعادة البناء والتخفيف من آثار إخواننا بالحوز، يعيش حزب علال الفاسي على صفيح ساخن منذ شهور عدة نتيجة فشل أمينه العام في الحفاظ على لم الشمل والسهر على تنظيم المؤتمر الوطني مع تنامي صراعات داخلية قد تهدد بشل هياكل الحزب .
إذ أن ملامح التوتر تؤكد ان حزب الاستقلال مهدد بصراعات داخلية مريرة يقودها من جهة الأمين العام الحالي المنتهية ولايته وحفيد مؤسس الحزب وصاحب فكرالنقد الذاتي، و من جهة أخرى تيار ولد الرشيد المحسوب على أعيان الصحراء مدعما برئيس مجلس المستشارين نعمة مياره و الدراع النقابي للحزب الاتحاد العام للشغالين بالمغرب.
الهزات الزلزالية المتتالية داخل البيت الاستقلالي وصلت درجة التراشق و الدفع بنزار بركة الى الخروج من الائتلاف الحكومي المكون من ثلاثة أحزاب و هو حزب التجمع الوطني للأحرار و حزب الاصالة و المعاصرة و ذلك بعد ان ظهر في الأفق ان تغيير حكومي قادم لا محالة منه و ان الوزراء الاستقلاليين رؤوسهم قد أينعت وحان حان قطافها بسبب فشلهم الذريع في تدبير مختلف القطاعات المنوطة بهم و خاصة قطاع النقل و الماء و التجهيز و وزيرة التضامن و الادماج الاجتماعي و وزير الصناعة و التجارة المفقودة .
الموالين لنزار البركة والذين يرون أنفسهم سيخرجون خاويي الوفاض إبان الدخول السياسي الجديد ، والذي قد يحمل تغييرا حكوميا واسعا و ان الوزراء الاستقلاليين مستهدفين هو ما جعلهم يضغطون على الأمين العام قصد الخروج من الحكومة و الاصطفاف في المعارضة الى جانب حزب العدالة و التنمية و الاتحاد الاشتراكي .
الا أن تيار حمدي ولد الرشيد ، والذي يعتبر السند الحقيقي لنزار البركة إبان المؤتمر الوطني الاخير لحزب الاستقلال والمحسوب على الصحراء يدفع الى البقاء في الحكومة و يعقد العزم على المجلس الوزاري قبيل افتتاح السنة التشريعية الجديدة ، و ذلك لتثبيت وزراء محسوبين على ولد الرشيد و رئيس مجلس المستشارين نعمة ميارة مما يعني نهاية نزار بركة قبيل انعقاد مؤتمر الحزب و هي مناسبة لرد الصاع صاعين للوزراء الحاليين.
وكل البوادر تتحدث على ان حزب الاستقلال يعيش محطة تاريخية صعبة قد تعجل به الخروج من الحكومة و خلق ازمة جديدة لدعوة حزب اخر لتعويضه للحفاظ على سيرورة حكومة أخنوش فضلا عن انشقاق ينتظر حزب علال الفاسي بعد ان تنامت الصراعات الداخلية بين تيار ولد الرشيد المدعم من النقابة و تيار نزار بركة الذي فقد القواعد و فشل في الحفاظ على هياكل الحزب بعد ان وجد نفسه ينغمس في ملذات كرسي الوزارة و يبتعد عن التنظيمات الحزبية.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 20:04 بوريطة يبحث مع المفوض الأممي لحقوق الإنسان القضايا ذات الإهتمام المشترك
- 19:34 أنوار صبري يُطالب برفع الدعم الإضافي من الميزانية السنوية لجماعات إقليم سيدي سليمان
- 19:05 وسط صمت المدرجات...التعادل يحسم الديربي البيضاوي
- 19:04 منتخب جنوب السودان يقسو على أسود السلة في تصفيات كأس إفريقي
- 18:37 قرعة دوري الأمم الأوروبية.. نهائي مبكر بين ألمانيا وإيطاليا
- 18:05 مجلس المنافسة يغرم شركة أمريكية للأدوية
- 17:40 الغلوسي: لوبي الفساد و تجار المخدرات يحاربون الإثراء غير المشروع