خبير اقتصادي يشبه "جشع" الأبناك المغربية في زمن "كورونا" بمسرحية "شكسبير" الشهيرة
يبدو أن مسرحية "تاجر البندقية" الشهيرة لكاتبها الإنجليزي "وليام شكسبير"، أعيد تأليفها من طرف الأبناك المغربية في زمن تعيش فيه البلاد والعباد أزمة خانقة بسبب جائحة "كورونا"؛ وذلك بعد أن فاقت الشخصية الرئيسية في المسرحية جشعا وطمعا.
وفي هذا الصدد، أكد الخبير الإقتصادي "سمير العبودي"، أن جائحة "كورونا" تهدد العديد من المغاربة بالبطالة وبعدم استطاعتهم تحمل القروض التي سبق وحصلوا عليها بشروط تعجيزية وبنسب فوائد مرتفعة، لكن ليس للمدينين غير أداء ما بذمتهم ما دامت المؤسسات البنكية والتمويلية لم تبادر إلى إعادة جدولة ديون المقترضين ومراجعتها انسجاما والظرفية العصيبة التي تفرض تضافر جميع الجهود وتحمل أو توزيع الخسائر على الجميع. معتبرا أن إعادة جدولة الديون أو شراءها عن طريق إطالة مدة الاستحقاق وتخفيض قيمة القسط الشهري، يعد وسيلة ناجعة لتكييف القروض مع المستجدات التي هبت بها جائحة "كورونا" لكن هذا الإجراء يظل مرهونا بطلب من المقترضين، غير أن عليهم تحمل كل التبعات المالية وكذا المتغيرات الطارئة على جدول الإستخماد، لأن العقود لا تعدل ها هنا بأثر رجعي.
وبحسب الخبير الإقتصادي، فإن جائحة "كورونا" وبدل أن تشكل دافعا لتضامن الأبناك مع الزبناء المتعاملين معها خاصة منهم المقترضين وهو حال أغلبيتهم، ترى في هذا الطارئ فرصة سانحة لإثرائها عبر الدوس على كل المعايير الإنسانية وعدم المبالاة بالأزمات والضائقات المالية التي تتربص بالمدينين، مشيرا إلى أن العديد من المواطنين ممن اقترضوا من أجل السكن مثلا، قد لا يستطيعون أداء الأقساط الشهرية وبالتالي يضعون رقابهم بين أيادي الأبناك التي لا تبدي أي نية للتخفيف من الوضع، كما أنهم سيؤدون أقساطا عن عقار قد تكون انخفضت قيمته في ظل الركود الذي يطبع هذه السوق ومثيلاتها ضمن المنظومة الإقتصادية المغربية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن القروض التسهيلية التي وفرتها الأبناك للمقاولات تحت مسمى "ضمان أوكسجين"، والتي لا تتجاوز في قيمتها 20 في المائة من مجموع رقم المعاملات السنوي للمقاولات ولا تؤدى عينيا ويطلب استخلاصها قبل حلول 31 دجنبر المقبل بنسبة فائدة تبلغ 4 في المائة، تكشف أيضا عن الإنتهازية التي تتجذر لدى الأبناك، خاصة وأن نسبة الفائدة تتغير في حال طلبت المقاولة تمديد مدة الإستحقاق لما بعد 31 دجنبر 2020، لأن الأبناك تعتبرها قروض جديدة بما يؤكد وبلا شك يذكر على أن الأبناك تظل الرابح الأكبر من وراء جائحة "كورونا".
وكانت المجموعة المهنية لبنوك المغرب، قد أعلنت ابتداء من يومه الإثنين 30 مارس الماضي، عن الشروع في تفعيل الإجراءات التي اتخذتها الأبناك في إطار لجنة اليقظة الإقتصادية لدعم الأسر والمقاولات التي تأثرت بشكل مباشر بتداعيات فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19).
وتدور أحداث رواية "تاجر البندقية" التي وقعت في مدينة فينيسيا بإيطاليا، حول اليهودي الجشع "شيلوك" الذي جمع ثروة طائلة من المال الحرام، وكان يقرض الناس بالربا الفاحش.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- الأمس 21:47 كان السيدات...اللبوءات في مجموعة قوية
- الأمس 21:00 نشرة إنذارية: طقس حار ورياح قوية بعدد من مناطق المملكة
- الأمس 20:04 بوريطة يبحث مع المفوض الأممي لحقوق الإنسان القضايا ذات الإهتمام المشترك
- الأمس 19:34 أنوار صبري يُطالب برفع الدعم الإضافي من الميزانية السنوية لجماعات إقليم سيدي سليمان
- الأمس 19:05 وسط صمت المدرجات...التعادل يحسم الديربي البيضاوي
- الأمس 19:04 منتخب جنوب السودان يقسو على أسود السلة في تصفيات كأس إفريقي
- الأمس 18:37 قرعة دوري الأمم الأوروبية.. نهائي مبكر بين ألمانيا وإيطاليا