خبير في العلاقات الدولية: إقالة "غونزاليس لايا" تمويه تكتيكي للدولة الإسبانية بعد أن أبانت الدبلوماسية المغربية عن قدرة المجابهة والندية
في تعليقه على تعديلات الحكومة الإسبانية، والإقالة التي طالت وزير الخارجية "أرانشا غونزاليس لايا"، اعتبر "رضا الفلاح"، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة ابن زهر بأكادير، أن هذه الخطوة تشكل إقرارا رسميا من الجانب الإسباني بأن القرارات التي تسببت في ردود الفعل القوية والحازمة من قبل الرباط، لم تكن تتفق مع ثوابت السياسة الخارجية للدولة الإسبانية تجاه جارها الجنوبي، وأنها لا تعدو أن تكون غلطة فردية محدودة الأثر سياسيا.
وقال "الفلاح"، إن تحليل كل المعطيات المتوفرة إلى حد الساعة يدفعنا إلى ترجيح فرضية التمويه التكتيكي في سياق انكشاف النوايا الحقيقية لإسبانيا في ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية وخروج السياسة الخارجية الإسبانية تجاه جارها الجنوبي من المنطقة الرمادية المريحة، بعد أن تعزز موقع المملكة المغربية إقليميا واقتربت ساعة الحسم النهائي للنزاع المفتعل أمميا. مؤكدا أنه يجب الفصل بين المسؤولية الشخصية من جهة والمسؤولية الحكومية من جهة ثانية في التدبير السيء للأزمة الدبلوماسية مع المغرب، إذا ما أخذنا تفسير الإقالة على مستوى المسؤولية الشخصية الحصرية لوزيرة الخارجية ولمعاونيها.
ويعتقد الخبير في العلاقات الدولية، أنه إذا اعتبرنا صناعة القرار الخارجي الإسباني وفقا لنموذج تحليل السياسة الخارجية، وبالخصوص عندما نقف أمام قرارات على هذه الدرجة من العداء فلا يمكن أن تتحكم في تشكيلها وزارة الخارجية فقط، ولكنها قرارات تخضع لعملية مفاضلة بين عدة خيارات تتدخل فيها أجهزة وفاعلون متعددون. وتابع لن تكون وزيرة الخارجية الإسبانية في هذه الحالة سوى الشخصية السياسية التي أسقطت القناع عن التوجه الرمادي في السياسة الخارجية الإسبانية تجاه الوحدة الترابية للمغرب، وبالتالي تتحول الإقالة إلى تمويه تكتيكي للدولة الإسبانية بعد أن أبانت الدبلوماسية المغربية عن قدرة المجابهة والندية في كشف وإدانة السلوكات العدائية التي صدرت عن مدريد.
وتأججت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، على خلفية دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية "إبراهيم غالي"، إلى الأراضي الإسبانية قصد العلاج واستخدامه جواز سفر مزورا. وتم تحميل "أرانشا غونزاليس لايا"، مسؤولية استمرار هذه الأزمة ووجهت إليها انتقادات بخصوص تدبيرها من طرف قوى سياسية وأحزاب إسبانية معارضة.
وكان المغرب قد عبر بشكل رسمي عن أسفه لموقف إسبانيا التي استضافت على ترابها زعيم "البوليساريو"، المتهم بإرتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- الأمس 21:47 كان السيدات...اللبوءات في مجموعة قوية
- الأمس 21:00 نشرة إنذارية: طقس حار ورياح قوية بعدد من مناطق المملكة
- الأمس 20:04 بوريطة يبحث مع المفوض الأممي لحقوق الإنسان القضايا ذات الإهتمام المشترك
- الأمس 19:34 أنوار صبري يُطالب برفع الدعم الإضافي من الميزانية السنوية لجماعات إقليم سيدي سليمان
- الأمس 19:05 وسط صمت المدرجات...التعادل يحسم الديربي البيضاوي
- الأمس 19:04 منتخب جنوب السودان يقسو على أسود السلة في تصفيات كأس إفريقي
- الأمس 18:37 قرعة دوري الأمم الأوروبية.. نهائي مبكر بين ألمانيا وإيطاليا