ريال مدريد يواجه أرسنال أملا في ريمونتادا تاريخية بدوري الأبطال

وضع نادي ريال مدريد الإسباني نفسه في مأزق كبير بعد خسارته القاسية أمام مضيفه أرسنال الإنجليزي بثلاثة أهداف دون رد، في اللقاء الذي جمع الفريقين، الثلاثاء الماضي، على ملعب الإمارات، ضمن منافسات ذهاب الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وبذلك بات الفريق الملكي مهددا بالخروج من أعرق مسابقات القارة العجوز، في مشهد أثار قلق جماهيره، إذ إن قلب هذه النتيجة يتطلب معجزة حقيقية من رفاق النجم الفرنسي كيليان مبابي في لقاء العودة، بملعب سانتياغو برنابيو، من أجل بلوغ المربع الذهبي.

وفي هذا الإطار، ألقت صحيفة آس الإسبانية في تقرير سابق الضوء على محطات الريمونتادا التاريخية لريال مدريد، التي واجه فيها مواقف مشابهة في البطولات الأوروبية ونجح في قلب تأخره بثلاثة أهداف أو أكثر في ثلاث مناسبات، لكنها جميعها تحققت قبل انطلاق النسخة الحديثة من دوري أبطال أوروبا عام 1992، عندما كانت تُعرف بكأس الأندية الأوروبية، أو في إطار منافسات كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الدوري الأوروبي حالياً).

وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أن أولى تلك المحطات كانت في موسم 1974-1975، وبالضبط عندما تعرضت تشكيلة نادي ريال مدريد لخسارة كبيرة في إنجلترا أمام فريق ديربي كاونتي بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد في ذهاب الدور الثاني من منافسات كأس الأندية الأوروبية. وعلى الرغم من صعوبة المهمة، إلا أن الفريق الأبيض عاد بقوة وحقق فوزاً ساحقاً في العاصمة الإسبانية مدريد بنتيجة (5-1) بعد التمديد، واصل بعدها "الميرينغي" مشواره بنجاح في تلك المسابقة.

أما ثاني المحطات فكانت ضمن منافسات مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في موسم 1984-1985، حينما خسر النادي الملكي ذهاباً أمام فريق أندرلخت البلجيكي على ملعب هذا الأخير بثلاثة أهداف دون رد، لكنه عاد في لقاء العودة وفاز بنتيجة كبيرة (6-1)، محققاً تأهلاً تاريخياً في تلك المسابقة. ولم يتوقف السِجل عند هذا الحد، ففي البطولة نفسها، وبعد أشهر فقط، واجه ريال مدريد تحديا جديدا أمام بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، فخسر الفريق الإسباني مباراة الذهاب بنتيجة (5-1)، لكن الرد في مدريد كان أسطوريا، بعدما فاز الفريق الأبيض برباعية نظيفة، وتأهل بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض، وأضاف بذلك صفحة أخرى إلى تاريخه الأوروبي الحافل.

ولم ينجح ريال مدريد منذ ذلك الحين في تكرار مثل هذه "الريمونتادا" عندما يتعلق الأمر بالتأخر في النتيجة بثلاثية نظيفة أو أكثر، لا سيما في دوري أبطال أوروبا بنظامه الحديث، ولعل هذه الحقيقة تضيف مزيدا من التحدي للفريق في مباراته ضد نادي أرسنال، يوم الأربعاء القادم، إذ يعوّل المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي كثيرا على روح الفريق والتاريخ العريق لفريق ريال مدريد في الليالي الأوروبية المدهشة بملعب سانتياغو برنابيو لخطف بطاقة العبور إلى الدور القادم من هذه المسابقة.