هل يكرر جدري القردة ما فعله كورونا في العالم؟
شكل إعلان منظمة الصحة العالمية جدري القردة "إم بوكس"، حالة طوارئ صحية عامة، حالة من القلق العالمي، حيث شعر الكثير بشيء من الخوف، ولا سيما أن العالم لم يتعاف بعد من أزمة كورونا الوبائية.
فهل يكرر جدري القردة ما فعله كورونا في العالم؟
اختلاف في الانتشار
جدري القردة أقل عدوى من كوفيد 19، حيث ينتشر في المقام الأول من خلال الاتصال الوثيق بالأفراد المصابين، بما في ذلك الاتصال المباشر بآفات الجلد أو سوائل الجسم أو قطرات الجهاز التنفسي، ويمكن أن ينتشر أيضا من خلال الاتصال الجنسي الذي يعد إحدى الطرق الرئيسية لانتقال الفيروس، ويمكن أيضا للنساء الحوامل المصابات أن ينقلن الفيروس إلى الجنين أثناء الحمل أو إلى المولود الجديد عند الولادة، وعلى عكس كوفيد19، الذي ينتشر بكفاءة عبر الهواء، فمن الصعب السيطرة عليه، لأن شخصا واحدا يمكنه أن يتسبب بإصابة العديد من الأشخاص الآخرين بمجرد التنفس.
وعلاوة على ذلك، يمكن للمصابين أن ينشروا الفيروس، حتى لو لم تظهر عليهم أعراض.
جدري القردة ليس غريبا
ولا تُعد أزمة جدري "إم بوكس" الراهنة غريبة، فهذه هي المرة الثانية خلال عامين التي يتم الإعلان فيها عن تفشي هذا المرض حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا عالميا.
فالمرة الأولى كانت في 23 يوليوز من عام 2022، قبل أن ترفع حالة الطوارئ في 11 ماي من عام 2023، أي بعد أقل من عشرة أشهر من إعلانها، فيما الثانية أتت قبل خمسة أيام، في 14 غشت الجاري.
أمّا الاختلاف بين الأزمتَين فيكمن في أنّ فيروس جدري "إم بوكس" تفشّى في الأولى بفرعه الحيوي 2 أو "كلاد 2" خارج القارة الأفريقية، في حين أن التفشي في الأزمة الثانية هو في داخل أفريقيا انطلاقا من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويأتي مرتبطا بالفرع الحيوي 1 أو "كلاد 1" من خلال المتحوّر "كلاد 1 بي".
الأعراض والكشف الطبي
جدري القردة له أعراض ملحوظة، بما في ذلك الحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد اللمفاوية، مما يجعل من السهل تحديد الحالات واحتوائها في وقت مبكر، في المقابل، يمكن أن يكون كوفيد19 بدون أعراض أو لديه أعراض خفيفة، مما يساهم في انتشاره السريع دون أن يلاحظه أحد.
وتظهر أعراض كوفيد 19 عادة بعد يومين إلى 14 يوما من التعرض للفيروس، ويمكن أن تشمل الحمى والقشعريرة والصداع والتهاب الحلق وفقدان حاسة التذوق أو الشم.
أما في حالة جدري القردة فقد يستغرق ظهور الأعراض ما يصل إلى 3 أسابيع بعد التعرض للفيروس.
تاريخ الاكتشاف
اكتُشف جدري القرود لأول مرة في عام 1958 عندما ظهرت حالتان من مرض مشابه للجدري في مستعمرات من القرود كانت تُستخدم في البحث العلمي في الدنمارك.
وفي عام 1970، تم توثيق أول حالة إصابة بشرية بجدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا)، عندما أصيب طفل يبلغ من العمر 9 أشهر بالفيروس.
كان هذا الطفل يعيش في منطقة شهدت القضاء على الجدري قبل ذلك بفترة قصيرة.
وبعد ذلك، تم تسجيل حالات أخرى في مناطق مختلفة من وسط وغرب أفريقيا، خاصة في البلدان التي تكثر فيها الغابات الاستوائية المطيرة، حيث يُعتقد أن الفيروس مستوطن.
يُعتقد أن الفيروس ينتقل من الحيوانات البرية إلى البشر من خلال الاتصال المباشر مع الدم، سوائل الجسم، أو الطفح الجلدي لحيوانات مصابة. الحيوانات المحتملة الحاملة للفيروس تشمل القوارض مثل الجرذان، الفئران، والسناجب.
فمنذ اكتشافه، ظل جدري القردة يعتبر مرضا نادرا ولكنه يمثل تهديدا للصحة العامة في بعض المناطق، وقد تم تسجيل حالات في بلدان خارج أفريقيا من وقت لآخر، خاصة عندما تحدث حالات انتقال بين البشر.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 18:27 أبناء الريف يشجبون إساءة النظام الجزائري لوطنيتهم بتسخير مطلوبين للعدالة
- 18:03 فائدة يتسلم مهامه رسميا مديراً عاماً لمكتب السياحة
- 17:43 الكاف” يعاقب مولودية الجزائر بعد أحداث لقاء الاتحاد المنستيري
- 17:23 مطالب حقوقية بتعويض متضرر من نزع الملكية في خريبكة
- 17:15 المفوض الأوروبي للجوار...المغرب شريك موثوق ودعامة للاستقرار في المنطقة
- 17:03 المتقاعدون يحشدون لوقفة أمام البرلمان للزيادة في المعاشات
- 16:40 الغش في زيت العود يصل إلى البرلمان