10 ملايين برتغالي على موعد مع اختبار انتخابي جديد
إعداد: خديجة الطاهري
بعد ثلاثة أشهر على الاستحقاقات التشريعية المبكرة، تدخل الأحزاب السياسية البرتغالية، مجددا، في سباق انتخابي محموم، وهذه المرة على الواجهة الأوروبية.
وتشكل الانتخابات الأوروبية، المرتقبة يوم 9 يونيو في البرتغال، اختبارا حقيقيا لتحالف اليمين الذي يقود الحكومة بعد تصدره الانتخابات التشريعية بفارق ضئيل عن الحزب الاشتراكي، وصعود لافت لليمين المتطرف بقيادة حزب "تشيغا".
وسيكون أزيد من 10 ملايين ناخب برتغالي على موعد جديد من أجل انتخاب 21 عضوا يمثلون هذا البلد بالبرلمان الأوروبي من أصل 720 عضوا تتكون منهم هذه المؤسسة، في انتخابات يتوقع العديد من المراقبين والمهتمين ألا تقل حدة عن استحقاقات 10 مارس الماضي، حيث لم يتمكن خلالها أي من الأحزاب السياسية المتنافسة من تحقيق طموحاته.
وخلال انتخابات البرلمان الأوروبي، تخوض ما مجموعه 17 تشكيلة سياسية وتحالف في البرتغال غمار الاستحقاقات، من ضمنها تحالف اليمين بزعامة الحزب الاجتماعي الديمقراطي، الذي تصدر الانتخابات التشريعية دون الحصول الأغلبية مما اضطره إلى تشكيل حكومة أقلية، وغريمه التقليدي، الحزب الاشتراكي الذي اختار الاصطفاف في المعارضة بعد 8 سنوات من قيادة البلاد.
أما حزب "شيغا" اليميني المتطرف، وإن كان قد فرض نفسه كثالث قوة سياسية لهذه الانتخابات بحصوله على 48 مقعدا، فإن "السد السياسي" الذي حال دون مشاركته في حكومة يقودها تحالف يميني جعل انتصاره يتحول إلى شبه هزيمة.
لذلك، تعد هذه الانتخابات الأوروبية فرصة لأي من هذه الأحزاب السياسية الثلاثة، وفي الحقيقة لكل الأحزاب السياسية البرتغالية المشاركة فيها، من أجل التعويض ومناسبة لمزيد من إثبات الذات، حيث تختلف الرهانات وتتعدد التطلعات.
ويريد الحزب الاشتراكي من خلال هذه الانتخابات أن يثبت أن ما حصل له خلال انتخابات الجمعية الوطنية الجمهورية لم يكن إلا عثرة طريق يمكن لأي حزب سياسي كبير أن يتعرض لها، لاسيما وأنه شعر بنوع من "الظلم الانتخابي" في ظل عدم ثبوت الاتهامات بالفساد التي وجهت لبعض قيادييه، وكانت سببا في تنحي الحزب عن قيادة حكومة تتوفر على الأغلبية المطلقة بالبرلمان.
ولكسب هذا الرهان، أعلن الحزب عن برنامج انتخابي طموح، يتضمن تسعة مهام أساسية، يتوخى من خلالها الوصول إلى "أوروبا متضامنة واجتماعية" من خلال "تعزيز الحماية الاجتماعية للعمال" عبر "إطلاق برنامج تكميلي للتعويض عن البطالة"، وتبني "برنامج للإسكان قابل للولوج على الصعيد الأوروبي"، و"برنامج للعمل اللائق" من أجل تأمين حماية أكبر للشغل.
فضلا عن ذلك يركز برنامج الحزب الاشتراكي على أهمية الاستمرار في تعزيز المشروع الأوروبي كمشروع "أكثر ازدهارا وتنافسية" ويتوفر على "الآليات والأدوات الدائمة التي تسمح له بمواجهة الأزمات"، و"قادرا على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه، لاسيما التصدي للتهديدات التي يشكلها اليمين المتطرف.
علاوة على ذلك، يراهن الحزب، من خلال برنامجه، على أهمية توسيع المشروع الأوروبي، وجعله ينفتح على آفاق جغرافية أخرى، ويركز بالأساس على عضوية أوكرانيا ومولدافيا ودول البلقان الغربية.
في المقابل، يبدو التحالف الديمقراطي الحاكم في هذا الاستحقاق ليس محكوما بتقوية وتعزيز نفوذ "كتلة اليمين" في أجهزة القرار الأوروبي، لاسيما وأنها أضحت تواجه تحديا كبيرا في ظل الصعود المتنامي لليمين الشعبوي فحسب، ولكن أيضا إثبات وتعزيز ما حققه خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة.
ويراهن تحالف اليمين في برنامجه الانتخابي على عدد من الاختيارات ذات الطابع الدفاعي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وفي تفاصيل هذه الاقتراحات يطرح الحزب إنشاء "مجلس أوروبي للدفاع والأمن" يتكون من قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية أخرى، و"الرفع من ميزانية الدفاع الأوروبي"، و"تعزيز قوة التدخل السريع الأوروبية" لتشمل ميكانيزمات أخرى من قبيل الأطباء والممرضين القادرين على مساعدة الجنود الذين يدافعون عن أوروبا والأسر في مراكز اللجوء.
فضلا عن ذلك يطرح الحزب وضع استراتيجية أوروبية خاصة بالمحيطات، تتضمن على وجه التحديد خلق "مراكز أوروبية لمحاربة التلوث البحري"، على أن يكون ذلك مقرونا بـ "خطة استثمارية للاقتصاد الأزرق"، تشمل مجالات مثل الرقمنة والابتكار والتكنولوجية الحيوية وتوفير الإمكانيات الصناعية في الاستكشاف المستدام والمسؤول في عمق البحر.
أما اليمين الشعبوي مجسدا في حزب "شيغا"، فيدخل غمار الانتخابات الأوروبية بعد أن تمكن خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة من أن يدخل البرتغال إلى قائمة الدول الأوروبية المصابة بعدوى اليمين المتشدد، بعدما ظلت خلال السنوات الماضية تشكل استثناء أوروبيا.
ويسعى "شيغا" خلال هذا الاستحقاق الأوروبي إلى الحصول على تمثيلية على مستوى الانتخابات الأوروبية، لاسيما وأن ذلك سيجعله يدخل هذه المؤسسة الأوروبية لأول مرة بعد فشله في الحصول على مقعد في الانتخابات الأوروبية لسنة 2019.
كما يطمح هذا الحزب إلى التموقع جيدا داخل خريطة الأحزاب اليمينية الشعبوية على الصعيد الأوروبي، التي أضحت تقود في الوقت الحاضر عددا من البلدان في الفضاء الأوروبي، لاسميا وأن الحزب يسعى، خلال السنوات الأخيرة من خلال بعض التظاهرات التي نظمها واحتضنها، إلى لفت الأنظار إليه باعتباره قادرا على جعل لشبونة عاصمة لهذا اليمين الشعبوي العالمي.
وتتوقع آخر استطلاعات الرأي نتائج متقاربة للغاية. وهكذا، ي ظهر الاستطلاع الذي أجراه مؤخرا مؤشر "أورو بارومتر" التابع للمفوضية الأوروبية، أن تحالف اليمين سيحتل المرتبة الأولى في 9 يونيو، بحصوله على نسبة 24,8 بالمائة من الأصوات، أي بفارق 0,7 بالمئة عن الحزب الاشتراكي (24,1 بالمائة)، فيما يتوقع أن يحصل حزب اليمين المتطرف "شيغا" على 12 بالمائة من الأصوات.
يذكر أن الحزب الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الأوروبية الأخيرة في العام 2019 كان الحزب الاشتراكي بنسبة 33,38 في المائة من الأصوات (9 مقاعد). وجاء خصمه الرئيسي، الحزب الاجتماعي-الديمقراطي في المرتبة الثانية بـ 21,94 في المائة من الأصوات، بانتخاب 6 نواب.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 21:47 كان السيدات...اللبوءات في مجموعة قوية
- 21:00 نشرة إنذارية: طقس حار ورياح قوية بعدد من مناطق المملكة
- 20:04 بوريطة يبحث مع المفوض الأممي لحقوق الإنسان القضايا ذات الإهتمام المشترك
- 19:34 أنوار صبري يُطالب برفع الدعم الإضافي من الميزانية السنوية لجماعات إقليم سيدي سليمان
- 19:05 وسط صمت المدرجات...التعادل يحسم الديربي البيضاوي
- 19:04 منتخب جنوب السودان يقسو على أسود السلة في تصفيات كأس إفريقي
- 18:37 قرعة دوري الأمم الأوروبية.. نهائي مبكر بين ألمانيا وإيطاليا