تصنيف فرعي
تابعونا على فيسبوك
البيضاء-سطات… من قطب اقتصادي إلى وجهة سياحية واعدة
تتحول جهة الدار البيضاء-سطات، التي طالما شكلت القلب النابض للاقتصاد المغربي، إلى محور سياحي واعد يجمع بين التاريخ والحداثة. فبفضل مشاريعها الحضرية الكبرى وتنوع مكوناتها الثقافية، تسعى الجهة إلى إعادة رسم صورتها كفضاء يجمع بين الأعمال والترفيه، في توازن يعكس طموح المغرب لتنويع موارده السياحية.
تأتي هذه الدينامية ضمن الاستراتيجية الوطنية للسياحة “آفاق 2030”، التي تهدف إلى إبراز المدن الكبرى كوجهات جذب متنوعة. وفي هذا الإطار، تراهن البيضاء على مزيج من السياحة الثقافية وسياحة الأعمال، معززة موقعها كمحرك اقتصادي وسياحي في آن واحد.
وتبقى معالم المدينة، وفي مقدمتها مسجد الحسن الثاني المطل على الأطلسي، أحد أبرز رموز هذا التحول. فبفضل هندسته المتميزة وزخارفه الرفيعة، يواصل جذب الزوار من داخل المغرب وخارجه، إلى جانب ما تزخر به المدينة من تراث معماري فريد وفضاءات حضرية نابضة، من المدينة القديمة إلى كورنيش عين الذئاب.
وفي موازاة البعد الثقافي، تعزز الجهة موقعها في سياحة الأعمال عبر تطوير مراكز المؤتمرات والفنادق العالمية ومناطق المعارض. وقد ساهمت مشاريع مثل الدار البيضاء المالية وحديقة المعارض بالجديدة في توسيع العرض السياحي، بما يجعل المنطقة منصة إقليمية رائدة لاحتضان الفعاليات الاقتصادية والثقافية الكبرى.
تعكس هذه التحولات بوضوح انتقال النموذج السياحي المغربي من الاعتماد على الشواطئ نحو تجربة أكثر تنوعًا تجمع بين الأصالة والانفتاح. ومع تنامي الاستثمارات والشراكات بين القطاعين العام والخاص، تتجه جهة الدار البيضاء-سطات لتكرّس مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية الصاعدة في القارة الإفريقية وحوض المتوسط.