Advertising

حصري..اعتقال "وكيل أعمال فنانين" بتهمة النصب والتزوير

10:58
حصري..اعتقال "وكيل أعمال فنانين" بتهمة النصب والتزوير
Zoom

خلف الكواليس، كان يقدم نفسه كوسيط فني موثوق قادر على فتح أبواب النجومية العالمية. لكن الحقيقة كانت مغايرة تماما: مشاريع وهمية، عقود مزورة، وأموال بمئات الملايين تبخرت في وعود كاذبة، لتنكشف صورة "وكيل أعمال فنانين" على حقيقتها وتسقطه في قبضة المصالح الأمنية بمدينة سلا.

المتهم أحيل على الوكيل العام للملك بابتدائية المدينة، الذي أصدر أمرا بإيداعه سجن العرجات رهن الاعتقال الاحتياطي، لمتابعته بتهمة النصب والتزوير.

وجاء الاعتقال على خلفية شكاية وضعتها فنانة مغربية مقيمة بالإمارات، اتهمت فيها المعني بالأمر باقتراف عمليات نصب مُحكمة، بعدما أوهمها بارتباطه بشركة إنتاج كبرى وبقدرته على إشراكها في مشاريع ضخمة مع نجوم عالميين. المتهم طلب منها تحويل 50 ألف دولار مقابل ديو مع فنان أجنبي، و150 ألف دولار للمشاركة في افتتاح كأس أمم إفريقيا التي يستضيفها المغرب شهر دجنبر المقبل، مدعما وعوده بعقود مزورة دفعتها إلى تحويل ما مجموعه 120 مليون سنتيم إلى حسابه البنكي.

وخلال أطوار التحقيق، لم يجد المعني بالأمر بدا من الاعتراف بالتهم الموجهة إليه، مبررا أفعاله بمروره من أزمة مالية خانقة تكبد خلالها خسائر كبيرة في عمليات التداول، غير أن مصادر موثوقة أوضحت أن الموقوف مدمن على لعب القمار، وهو ما يزيد من ترجيح فرضية تبديده للمبالغ المالية التي حصل عليها من ضحاياه في رهانات خاسرة.

المعطيات المتوفرة تؤكد أن المتهم كان يوهم ضحاياه من الفنانين بصفقات إنتاج مشترك لأغانٍ ليست ملكا له، إذ كان يستحوذ عليها من ملحنين وكتاب، مستغلا ثقتهم به. وكان يقدم لهم وعودا بأعمال فنية ضخمة مقابل مبالغ مالية كحصص في الإنتاج الموسيقي. وتشير التقديرات إلى أن ضحاياه تجاوزوا أربعين شخصا، بينهم فنانون، كتاب، ملحنون، وأصحاب مطاعم معروفة بالدار البيضاء.

وأكد أحد الفنانين الذين سقطوا في شباك المتهم، في تصريح خص به موقع "ولو"، أن الطريقة التي اعتمدها المعني بالأمر كانت محبوكة ولا تترك مجالا للشك، قائلا: "أوهمني بديو مع فنانين عالميين، وهم الفنان الأرمني هايكو، والرابور الأمريكي الأرمني سوبر ساكو.. بعث لي الأغنية مسجلة بأصواتهم، وأرسل صورا لمحادثاته معهم، وأقنعني أنه سيبيع العمل لشركة يونيفيرسال ميوزيك العالمية". وتابع مسترسلا: "طلب مني 40 ألف درهما لتغطية حصتي من الإنتاج الموسيقي، وقمت بعملية التحويل بعدما توصلت بفاتورة موقعة، على أن نوقع العقد رسميا لاحقا ونصور الكليب الذي كان سيكلف 200 ألف درهم".

وأضاف المتحدث ذاته: "اكتشفت أنني كنت ضحية نصب بعد تفجر خبر اعتقاله، كما تبين لي أن نفس المشروع الفني بيع لفنان آخر". وختم الفنان حديثه قائلا:" أحمد الله أنني لم أرسل له أكثر من ذلك المبلغ".

وأفادت مصادر موثوقة أن المتهم سبق وأن كان وراء عملية نصب استهدفت الفنان اللبناني وائل جسار، مستغلا صفته كوسيط ومكلف بجلب الفنانين العرب لإحياء سهرات كبرى في أرقى المطاعم بالعاصمة الاقتصادية، وهو ما زاد من ترسيخ صورته كوسيط موثوق قبل أن تنكشف حقيقته.

وفي الوقت الذي يتابع فيه المتضررون بترقب شديد صدور الحكم المرتقب في 28 من الشهر الجاري، أكدت المصادر أن عددا من الضحايا لم يتقدموا بعد بشكايات رسمية لدى وكيل الملك بالدار البيضاء، ويفضلون انتظار ما ستسفر عنه القضية الأولى الجارية بمحكمة سلا. إذ يعتبرون أن الحكم المنتظر سيكون مؤشرا أساسيا لتحديد خطواتهم القانونية المقبلة، وتوثيق شكايات جديدة قد توسع دائرة المتابعة القضائية ضد المتهم.



إقــــرأ المزيد