Advertising

انقسامات داخل "جيل Z" بعد انسحاب فرع سوس-ماسة

04:44
انقسامات داخل "جيل Z" بعد انسحاب فرع سوس-ماسة
بقلم: EL JAMMAL Mohammed
Zoom

هزة تنظيمية غير مسبوقة تعيشها حركة “جيل Z” الشبابية بالمغرب، بعد إعلان فرع جهة سوس–ماسة تعليق أنشطته بصفة نهائية، احتجاجاً على ما اعتبره "انحرافاً عن المسار النضالي الأصلي للحركة"، و"تحكماً من أطراف خارجية" في قراراتها، من بينها شخصيات مقيمة بالخارج وأخرى منتمية لتيارات سياسية وإيديولوجية مختلفة.

وأوضح الفرع الجهوي، في بلاغ مؤرخ بتاريخ 15 أكتوبر 2025، أن ما سماه "القيادة المقيمة بالخارج" أصبحت تتخذ قرارات انفرادية دون الرجوع إلى القواعد التنظيمية داخل المغرب، معتبراً أن هذه الممارسات أفقدتها "الشرعية النضالية"، ومعلناً عدم الاعتراف بكل المبادرات والبيانات الصادرة عنها.

وأشار البلاغ إلى أن بعض القيادات استغلت رموز الحركة لخدمة "أجندات شخصية وإيديولوجية"، متحدثاً عن “وصاية فكرية وجغرافية” تُمارس من الخارج عبر منصات التواصل. كما ندد بما وصفه بـ“خطابات عنصرية تجاه المناضلين الأمازيغ والسوسيين”، معتبراً ذلك انحرافاً عن المبادئ التي تأسست عليها الحركة، وعلى رأسها قيم المساواة والتعددية الثقافية.

وأثار البيان قضية تصريحات نُسبت إلى الصحفي بوبكر الجامعي خلال لقاء عبر منصة “ديسكورد”، اعتبرها العديد من الشباب الأمازيغي “مسيئة للغة والهوية الأمازيغية”. كما عبّر المنسحبون عن رفضهم لما وصفوه بـ“التضييق على الأصوات المخالفة داخل المنصة”، خاصة ممن حاولوا طرح أسئلة تتعلق بالديمقراطية والتنمية، معتبرين أن ذلك يتناقض مع روح الحوار والانفتاح التي يفترض أن تميز الحركة.

وفي خطوة احتجاجية، أعلن فرع سوس–ماسة تعليق أنشطته داخل الحركة إلى حين “استعادة المشروع لطابعه الوطني والمستقل”، مبرزاً أن الهدف الأصلي من تأسيس “جيل Z” كان الدفاع عن قضايا التعليم والصحة ومحاربة الفساد، بعيداً عن أي ارتهان سياسي أو توجيه خارجي.

ويرى متتبعون أن هذا الانقسام يعكس تنامي الخلافات الفكرية والتنظيمية داخل الحركة، التي انطلقت كحراك شبابي يسعى للتعبير عن مطالب اجتماعية واقتصادية، قبل أن تتحول إلى ساحة صراع بين تيارات متعددة التوجهات، ما قد يهدد بتفكيك بنيتها الداخلية وفقدانها للزخم الشعبي الذي رافق انطلاقتها.

كما عبّر عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابهم من استضافة شخصيات سياسية وإعلامية مثيرة للجدل “لا علاقة لها بالقضايا الاجتماعية للمغاربة”، معتبرين أن بعض هذه المداخلات تسعى إلى “الركوب على مطالب الشباب” وتوظيفها لتصفية حسابات سياسية.

 



إقــــرأ المزيد