-
06:00
-
05:35
-
04:14
-
03:33
-
03:03
-
02:41
-
01:55
-
01:25
-
21:25
تابعونا على فيسبوك
تقرير صادم: أكثر من ثلث المغاربة غير متدينين
أصدر موقع "دا أفريكان إكسبوننت"، المتخصص في التصنيفات والتحليلات الاقتصادية والمالية بإفريقيا، تقريرا جديدا يرصد تحولات بارزة في الخريطة الدينية للقارة السمراء، مع ارتفاع لافت في نسب المواطنين الذين يعرّفون أنفسهم كغير متدينين، مقابل استمرار ضعف نسب الإلحاد المعلنة.
ووفقا للتقرير، حل المغرب في المرتبة التاسعة قاريا، إذ يُصنف أكثر من 35 في المائة من المغاربة أنفسهم في خانة "غير المتدينين"، في حين تبقى نسبة الملحدين شبه منعدمة. وأشارت المنصة إلى أن هذه الظاهرة يجب فهمها في سياق واقع مغربي يظل فيه الإسلام عنصرا أساسيا في الهوية الوطنية والقوانين، مؤكدة أن الإعلان عن الإلحاد نادر جدا أو منعدم بسبب الضغوط الاجتماعية الثقيلة والخوف من العواقب المترتبة عنه.
ويرى المصدر ذاته أن هذه النسبة من المغاربة غير المتدينين، تعكس اتساع الفجوة بين الانتماء الديني الرسمي والممارسة الفردية، خصوصا لدى الشباب في مدن كبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش، حيث يلعب التعليم العالي والانفتاح على الإعلام العالمي دورا في إعادة تشكيل علاقة الأجيال الجديدة بالدين.
في المقابل، احتلت تونس الصدارة إفريقيا، بتسجيل 2.2 في المائة من الملحدين و35 في المائة من غير المتدينين. ويربط التقرير هذه الأرقام بالمسار السياسي والاجتماعي للبلاد، بدءا من إصلاحات الحبيب بورقيبة وصولا إلى ما بعد ثورة 2011، وهي التحولات التي فتحت الباب أمام نقاش أوسع حول الهوية والدين، وجعلت الشباب أكثر جرأة في التعبير عن ميول علمانية، سواء عبر الفضاء الرقمي أو في الفعل المدني، رغم بقاء الإلحاد محاطا بوصمة اجتماعية.
أما مصر، فقد جاءت في المركز السابع بنسبة 24.7 في المائة من غير المتدينين و0.1 في المائة من الملحدين، مع تمركز الظاهرة بين شباب القاهرة والإسكندرية والجيزة. تليها ليبيا في المركز الرابع قاريا بنسبة 23.3 في المائة من غير المتدينين و0.3 في المائة من الملحدين.
وفي إفريقيا جنوب الصحراء، ما تزال النسب ضعيفة نسبيا لكنها تسير في اتجاه تصاعدي. فقد بلغت نسبة الملحدين 0.2 في المائة في غانا وزيمبابوي وإثيوبيا، مع اختلاف في نسب غير المتدينين، بينما سجلت كينيا 0.3 في المائة من الملحدين و7.7 في المائة من غير المتدينين، حيث تنشط جمعية رسمية للملحدين. أما نيجيريا، فقد بلغت نسبة الملحدين فيها 0.4 في المائة مقابل 5 في المائة من غير المتدينين، مع بروز أصوات شبابية أكثر تحررا في مدن كبرى مثل لاغوس وأبوجا وبورت هاركورت.
وتؤكد "دا أفريكان إكسبوننت" أن الإفصاح العلني عن الإلحاد ما يزال محفوفا بعوائق اجتماعية وقانونية في بعض الدول، غير أن التحولات الجيلية والثقافية باتت تفتح فضاءات أوسع للهويات غير الدينية، خصوصا داخل المدن والمجتمعات المتعلمة. ويخلص إلى أن شمال إفريقيا يتصدر نسب غير المتدينين مع بقاء الإلحاد محدودا، فيما تشهد دول إفريقيا جنوب الصحراء انفتاحا تدريجيا في هذا الاتجاه.
كما أشار المصدر ذاته إلى أن القارة الإفريقية، قبل وصول العرب والأوروبيين، كانت غالبية مجتمعاتها بلا ديانات مؤسسية، قبل أن يتحول الدين لاحقا إلى عنصر محوري في النسيج الاجتماعي. أما اليوم، فالهويات غير الدينية بدأت تفرض حضورها المتزايد، بما يعكس تحولات دقيقة في العلاقة بين الإيمان والهوية الفردية.