Advertising

مسيرة بوكماز.. الرفيق بنعبد الله وجلباب الفقيه الواعظ

11:38
مسيرة بوكماز.. الرفيق بنعبد الله وجلباب الفقيه الواعظ
Zoom

اعتاد المغاربة تلك المفارقات الغريبة لركوب بعض أحزاب المعارضة على الأحداث التي تميز الساحة الوطنية، لتوجيه سهامهم المسمومة للحكومة ولحزب التجمع الوطني للأحرار.

فبعد ركوب الحزب الإسلامي، على حدث مسيرة ساكنة جماعة أيت بوكماز، للمطالبة بتعزيز البنيات التحتية وتحسين شروط العيش، يطل علينا الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لابسا جلباب المصلح الواعظ الأمين.

وفي تدوينة نشرها بنعبد الله، عبر نافذته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فايسبوك"، وجه انتقادات لاذعة إلى الحكومة الحالية، وحزب التجمع الوطني للأحرار، مقدّماً صورة قاتمة عن الأوضاع الاجتماعية لفئات عريضة ولمجالات ترابية واسعة.

وأطلق بنعبد الله العنان لقلمه في تدوينته، ناصحا الحكومة بالتحلي بالتواضع اللازم، وتحمل المسؤولية التامة في إيجاد الحلول لمشاكل المواطنات والمواطنين، بدل ما وصفه بـ"الرفع التضليلي والمفرغ من محتواه لشعار الدولة الاجتماعية، وادعاء إنجاز كل شيء بشكل غير مسبوق".

إن زعيم الكتاب، وهو يصف مطالب ساكنة أيت بوكماز، كلها، بلا استثناء، على غرار معظم مناطق بلادنا، مطالب اجتماعية تتعلق بالخدمات العمومية الأساسية في حدودها الدنيا والبسيطة، تناسى أنه كان وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة منذ 2012 في حكومة بنكيران، وفي عام 2017 عُين وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في حكومة سعد الدين العثماني، وبقي فيها إلى غاية 24 أكتوبر2017.

كما تناسى الرفيق، وهو يتباهى بمناداة حزب التجمع الوطني للأحرار، بـ"الحزب الأغلبي"، ويصف خطابه بـ"الأجوف والمستفز للمجتمع"، ويصف الحكومة التي يترأسها بـ"الخواء السياسي والضُّعف التواصلي"، أن يُذكّر بمسؤولية حكومة ابن كيران، التي شارك فيها، عن تعطيل الحوار الاجتماعي، بممارسة الآذان الصماء تجاه مطالب الشغيلة، وتعميق الأزمة التنموية في البلاد، واتساع دائرة الفقر والهشاشة، بتجميد الأجور والترقيات.

ربما نسي سهوا، أن محنة ساكنة الجبال والقرى والمداشر في عهد حكومة العدالة والتنمية، التي شارك فيها وتولى فيها حقيبة وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، لا يضاهيها أي محنة أخرى، حتى خلال أحلك فترات تاريخ المغرب.

وكان المئات من سكان منطقة آيت بوكماز، قد خرجت في مسيرة سلمية مشيًا على الأقدام في اتجاه مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، في خطوة احتجاجية سلمية أطلقوا عليها اسم “مسيرة الكرامة".

وطالب المحتجون، بمجموعة من الحقوق الاجتماعية والتنموية التي يصفونها بـ”الأساسية والملحة لضمان كرامة العيش في المناطق الجبلية النائية”.

وتتمثل أبرز هذه المطالب في توفير طبيب قار للمركز الصحي المحلي وتجهيزه، وتحسين الولوج للخدمات الصحية، وتوفير سيارة إسعاف وإصلاح المسالك الطرقية (الطريقين 302 و317)، وتحسين تغطية شبكة الإنترنت، وفتح مركز تكوين في المهن الجبلية، يتماشى مع خصوصيات المنطقة ويوفر فرص شغل محلية.

بالإضافة إلى توفير النقل المدرسي لمحاربة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الفتيات، وإحداث ملاعب القرب وفضاءات شبابية تستجيب لتطلعات فئة الشباب، وبناء مدرسة جماعية لمحاربة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة خاصة بين الفتيات، وإنشاء سدود تلية لحماية الهضبة من الفيضانات وربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب، كأولوية معيشية لا تحتمل التأجيل.



إقــــرأ المزيد