Advertising

معرض الفرس.. إفريقيا تحتفي بتراثها

الأمس 21:05
معرض الفرس.. إفريقيا تحتفي بتراثها
بقلم: SAHILI Rachid
Zoom

محمد عمري

تزينت الدورة السادسة عشرة من معرض الفرس بالجديدة بألوان إفريقيا، حيث استعرض كل وفد تراثه الفريد في مجال الفروسية، مما حول الحدث إلى ملتقى للتقاليد، مقدما للجمهور عرضا ثقافيا وتراثيا استثنائيا.

من السنغال إلى النيجر، مرورا بمالي وبوركينا فاسو وطوغو وكوت ديفوار، أبرزت البلدان الإفريقية غنى تراثها الخاص بالفروسية من خلال تنوع السلالات، وخبرتها في مجال التربية والترويض، وكذا براعة الممارسات العريقة المتوارثة عبر الأجيال. كما كشفت أروقتها عن هوية إفريقية حقيقية للخيول، متجذرة في التقاليد، ومدفوعة بتعلق عميق بهذا الحيوان النبيل.

ومن خلال أصالة حرفها، وسروجها التقليدية، وزخارفها، ومنتجاتها الزخرفية، وضعت هذه البلدان بصمتها على هذا الحدث ذي الصيت العالمي، وأثبتت أن صناعة الفروسية في إفريقيا لا تقتصر على تربية الخيول، بل تندرج في إطار منظومة اقتصادية وثقافية تجمع بين الإبداع والخبرة ونقل التراث.

الحصان.. رمز للهوية وعلامة اجتماعية

يحتل الفرس في إفريقيا مكانة محورية في التاريخ والثقافة المحليين. فالسنغال على سبيل المثال تتميز بسلالاتها من قبيل مبايار وفوتانكي، التي يتم تثمينها في المرابط الوطنية وسباقات كاولاك.

أما مالي، التي تعد أرض التقاليد الحربية والمواكب الاحتفالية، فتخلد إرث فرس الساحل، الرفيق المرموق في الاحتفالات الكبرى.

وفي كلا البلدين، تعكس السروج التقليدية والأطقم الزخرفية الخبرة المتوارثة عبر الأجيال.

وفي بوركينا فاسو، جعلت أسطورة الأميرة ينينجا الحصان رمزا وطنيا حقيقيا، بينما تشهد سلالات بوبو وموسي وياغا على تنوع وغنى تربية الخيول في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا.

ولا يزال الحصان في النيجر رمزا للفخامة والسلطة، تحاط به رعاية تقليدية وممارسات ثقافية تؤكد قيمته الرمزية.

وفي كل من كوت ديفوار وطوغو، يحتل الحصان مكانة خاصة، حيث تعكس حرف الفروسية والحلي التقليدية والسباقات المحلية تعلقا راسخا بهذا الحيوان.

وتذكر هذه التعبيرات بأن الحصان، إلى جانب التربية، يشكل عالما اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا راسخا.

المغرب وعمقه الإفريقي.. تعاون معزز في مجال الفروسية

يواصل المغرب مضاعفة المبادرات الرامية إلى تعزيز التعاون الإفريقي وتشجيع التنمية المتبادلة في جميع المجالات. ويمتد هذا الزخم أيضا إلى قطاع الفروسية، حيث تساهم المملكة بفاعلية في النهوض بتربية الخيول وترويضها وبالحرف المرتبطة بها في القارة.

وحسب دي كزافيي ميلوغو، المهندس بوزارة الفلاحة والموارد الحيوانية والسمكية ببوركينا فاسو، يمكن للمغرب أن يقدم الكثير لإفريقيا من خلال مشاركة خبرته القيمة في مجال تربية الخيول وتطويرها.

وأضاف أن بلاده تأمل، من خلال هذه المشاركة، تطوير شراكات مع شركات مغربية لتحسين الجينات والإمكانات البوركينابية في مجال الفروسية، وكذا تطوير المهارات الحرفية المتعلقة بالخيول، وإضفاء دينامية جديدة على قطاع الفروسية الذي لا يزال يعاني من ضعف الهيكلة في بوركينا فاسو.

من جانبه، أشار أوليفيي نغيسان، رئيس قسم المعلومات الجينية بوزارة الفلاحة والتنمية القروية الإيفوارية، إلى أن هذا النوع من اللقاءات يتيح تقييما أفضل لإمكانيات إفريقيا، ومد جسور جديدة للتعاون، والاستلهام من التجارب والنماذج المطورة في القارة.

من جهته، أكد دجيبي ضيوف، المسؤول بوزارة الفلاحة والسيادة الغذائية والثروة الحيوانية السنغالية، أن هذا الحدث يسهم في تعزيز التعاون مع المغرب، موضحا أن العلاقات بين البلدين تعززت وتنوعت في مجال الفروسية منذ سنة 2007، تاريخ التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة في هذا المجال.

وبفضل الجهود التي يبذلها المغرب في مجال تبادل المعرفة والخبرة مع العديد من البلدان الإفريقية، ما فتئت الشراكة في قطاع الفروسية تتعزز وتتنوع.

ومن هذا المنظور، يمثل معرض الفرس بالجديدة فرصة مثالية للاستفادة من روح التعاون الإفريقي، بما يتيح بناء علاقات تعاون مستدامة، والابتكار في ممارسات الفروسية، وتكريس التميز في هذا القطاع.



إقــــرأ المزيد