المغرب والبرتغال يوقعان اتفاقية تتعلق بالتشغيل

عقب مباحثات جمعت بين "ناصر بوريطة"، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ووزير الدولة والشؤون الخارجية البرتغالي "أوغوستو سانتوس سيلفا"، يومه الأربعاء 12 يناير الجاري، عبر تقنية الإتصال المرئي، تم التوقيع على اتفاقية تتعلق بتشغيل وإقامة العمال المغاربة في البرتغال، تندرج ضمن دينامية تحديث آليات الشراكة بين البلدين.

وتهدف هذه الإتفاقية إلى الإستجابة على نحو فعال للطلب المتنامي للعمال المغاربة من أجل الإستفادة من فرص العمل المتاحة على مستوى النسيج الإقتصادي البرتغالي. وكذا تحديد إجراءات القبول والإقامة المطبقة على المواطنين المغاربة بغرض مزاولة نشاط مهني بجمهورية البرتغال، وكذا تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تدبير تدفقات الهجرة النظامية. كما تنص الإتفاقية على مجموعة من المقتضيات، منها على الخصوص عملية اختيار وتشغيل العمال، والظروف العامة للعمل والتكوين، والتجمع العائلي، والضمان الإجتماعي والضرائب.

وبموجب هذه الإتفاقية، تتولى الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، ونظيرتها في البرتغال (معهد التشغيل والتكوين المهني)، تنفيذ بنودها تحت إشراف السلطات الحكومية المعنية. وتنص الإتفاقية، وهي الثانية من نوعها التي توقعها البرتغال بعد اتفاقية مماثلة مع الهند، على إحداث لجنة مشتركة تتألف من ممثلين عن السلطات المعنية لدى الجانبين (التشغيل والخدمات القنصلية) من أجل ضمان التتبع وتبادل المعلومات.

وبالمناسبة، اتفق بوريطة ونظيره البرتغالي، على جعل الدورة 14 للإجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى المقرر عقده في البرتغال، مناسبة لإعطاء دفعة للعلاقات الثنائية ترقى إلى مستوى الطموحات المشتركة، من خلال استكشاف فرص جديدة وإرساء الإلتقائية في مجال سلاسل القيمة والنهوض بالإستثمارات والتعاون الثلاثي.

وفي تصريح للصحافة، أكد "يونس السكوري"، وزير الإدماج الإقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، أن اتفاقية تشغيل العمال المغاربة في البرتغال تمثل "لبنة لإستكمال الصرح الذي دشنته المملكة المغربية مع الجمهورية البرتغالية لفائدة مواطني واقتصادي البلدين".

وأضاف "السكوري"، تعد هذه اتفاقية "مهمة" على اعتبار أن المواطنين المغاربة الراغبين في التوجه إلى البرتغال قصد العمل سيذهبون "في ظل شروط جد مناسبة". مبرزا أن العمال المغاربة سيتمتعون بموجب هذه الإتفاقية بنفس شروط العمل والسلامة الصحية والمهنية التي يتمتع بها العمال البرتغاليون في بلادهم، وهو مكسب مهم وأساسي، مشيرا إلى أن هناك تعبئة حكومية ولاسيما من طرف وزارة الإدماج الإقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاأت عبر الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات حتى تكون هناك مواكبة عملية لهؤلاء العمال، إلى جانب مواكبة تقنية مهمة وأساسية من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والتي تعتبر من القطاعات المهمة في هذه الإتفاقية.

وأعرب وزير المقاولة والشغل، عن ارتياحه لتوقيع هذه الإتفاقية مع "بلد صديق تربطه بالمغرب علاقات دبلوماسية متميزة عبر التاريخ"، حققت عددا من المنجزات في عدة المجالات، وهي علاقات تحظى بعناية خاصة من طرف جلالة الملك محمد السادس والرئيس البرتغالي.