الهندية فاكهة لم تعد في متناول المغاربة

شهدت الأسواق المغربية قفزة صاروخية في أسعار فاكهة التين الشوكي، المعروفة بـ"الهندية" أو "الكرموس الهندي"، مما أشعل غضب المغاربة. إذ تحولت هذه الفاكهة، التي لطالما لُقبت بـ"فاكهة الفقراء"، إلى سلعة نادرة وباهظة الثمن يصعب على الكثيرين تحمل تكلفتها.

أسعار خيالية وزيادات غير مسبوقة

تحول سعر صندوق التين الشوكي من ما يقارب 50 درهم قبل سنوات قليلة، الى ما يقارب 700 درهم ما جعل سعر الحبة الواحدة يصل الى 3 دراهم على أقل تقدير. كما تتراوح أسعار الحبة الواحدة في أسواق أخرى بين 5 و10 دراهم، بعدما كان لا يتعدى سعرها 50 سنتيما في السنوات الماضية.

المغاربة يكتفون بالسؤال عن السعر فقط

أثار ارتفاع أسعار "الهندية" استياء المغاربة، الذين أصبحوا يكتفون بالتجول بين العربات للسؤال عن الثمن دون أن يتذوقوا الفاكهة التي كانت تُعرف في الماضي بـ"فاكهة الفقراء". فبعدما اعتادوا على شرائها بكميات كبيرة في هذا الوقت من السنة، أصبحت اليوم بعيدة عن متناول العديد منهم.

وذكر أحد الباعة أن "الهندية" شهدت زيادة ملحوظة في الأسعار، حيث ارتفع سعر الحبة الواحدة إلى ما بين 5 و10 دراهم، بعدما كان لا يتجاوز نصف درهم في السنوات الماضية.

كما أشار بائع آخر إلى أن "الناس يكتفون فقط بالسؤال عن السعر، حيث يعتبرونه مبالغاً فيه. في السابق، كان كل فرد يستهلك على الأقل 3 أو 4 حبات، أما اليوم، هناك من يكتفي بحبة واحدة والبعض الآخر لم يعد قادراً حتى على تذوقها." وأضاف قائلاً: "نحن نعاني من الركود لأن الأسعار لم تعد في متناول الجميع."

ومن جهتهم، تداول نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي صور تُظهر بيع هذه الفاكهة الصيفية بأسعار باهظة، بينما كان سعرها سابقًا لا يتجاوز 50 سنتيمًا. كما أعرب العديد من رواد الفضاء الأزرق "فايسبوك"، عن سخطهم إزاء الارتفاع المهول الذي تشهده أسعار "فاكهة الفقراء".  

أسباب الارتفاع

ذكرت وزارة الفلاحة إنتاج فاكهة التين الشوكي تضرر بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب انتشار فيروس الحشرة القرمزية، الذي أتلف حوالي 90 في المئة من المساحات المخصصة لزراعة التين الشوكي.

كما أسهمت التغيرات المناخية في ارتفاع أسعار التين الشوكي، حيث أشارت وزارة الفلاحة المغربية إلى أن المناطق الرئيسية المنتجة للتين الشوكي شهدت انخفاضًا بنسبة 30 في المئة في معدل التساقطات المطرية خلال العقد الماضي.

رواد السوشال ميديا يكشفون سبب آخر

يرى النشطاء أن الزيادة في أسعار التين الشوكي تُعزى إلى تزايد طلب التعاونيات الزراعية على هذه الثمار، التي تُستخدم في استخراج زيوت تُستخدم في تصنيع مستحضرات التجميل. ويُعتبر هذا الزيت من أغلى الزيوت التجميلية على مستوى العالم.