الرئيس المنصف المرزوقي يكشف ل"ولو" موقفه من اتحاد المغرب العربي

جلال الطويل

في هذا الحوار يكشف الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي لموقع "ولو" موقفه من غزة والاتحاد المغاربي والديمقراطية بتونس، وإمكانية إعادة ترشحه لمنصب لقيادة "الخضراء" مرة أخرى.

كيف يمكن إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي؟

لنتحدث أولا عن الاتحاد المغاربي بدل اتحاد المغرب العربي . تعرفون رأيي في ضرورة تجاوز صراع الهويات والاتفاق على أننا كلنا بحكم الجغرافيا والتاريخ  وبنسب مختلفة لكن بنفس العناصر الثابتة أي أننا نحن المغاربيون عرب أمازيغ متوسطيون أفارقة.

بخصوص السؤال يجب أولا تحصين الأجيال الجديدة من الشوفينية والكراهية المتبادلة التي أصبحت تفوح بها صفحات التخاصم الاجتماعي . يجب تجند المجتمعات المدنية التي كانت نشطة للغاية في الثمانيات مثل  اتحادات المحامين والأطباء والكتاب والحقوقيين لينادوا ويضغطوا من أجل عودة الروح للمشروع المغاربي. يجب على كل السياسيين وخاصة الأجيال الجديدة العودة بقوة للمشروع المهمل لأن مستقبل كل المنطقة مرهون بانتهاء الصراع الجزائري المغربي والعودة لبناء الاتحاد الذي نحن كلنا بأمس الحاجة اليه.

 كيف تقييمون مؤشر الديمقراطية في تونس؟

تونس عادت للمربع الأول أي لما قبل ثورة الياسمين بتغول الجهاز الأمني وعودة الانتخابات التسعينية وقمع وسجن المخالفين . لكن الحالة اليوم هي حالة طبيعية ان صح التعبير فبعد كل ثورة تأتي ثورة مضادة تفشل الثورة وتفشل بدورها ثم ترحل. نحن نعيش اليوم مرحلة فشل الثورة المضادة والبلد في ازمة اقتصادية وسياسية ونفسية غير مسبوقة . عودة الثورة للقضاء هذه المرة نهائيا على الثورة المضادة مسألة وقت وكذلك عودة الديمقراطية لتونس.

هل تنؤوون الترشح مرة أخرى لرئاسة الخضراء؟  

ما تحتاجه تونس اليوم انتخابات حرة نزيهة وتعددية وخاصة قانون انتخابي جديد يمنع المغامرين والدجالين من الترشح ويضع شروطا صارمة للترشح وللحملات الانتخابية حتى لا يتحكم فيها المال الفاسد والاعلام الفاسد ويضلل فيها الشعب كما حدث بانتخاب المنقلب . هذه المأساة والمهزلة يجب ألا تتكرر وقضية الأشخاص مسألة ثانوية.

في نظركم هل انتصرت المقاومة في غزة؟ 

من دون أدنى شك رغم الثمن الباهظ . غزة بالنسبة لي هي ستالينجراد العرب . كما مرغت هذه المدينة السوفياتية في التراب أنف الجيش النازي ابان الحرب العالمية الثانية وشكلت منعطفا لانهيار النازية اعتقد أن غزة مرغت في التراب أنف الجيش الإسرائيلي وقد تكون معركة طوفان الأقصى المنعطف الذي سيؤرخ به المؤرخون انهيار المشروع الصهيوني برمته وقد تكسرت القوة العسكرية على صمود الفلسطينيين وتحطمت السردية الصهيونية وصورتها في العالم وحتى في الغرب واتضحت الطبيعة العنصرية الاستعمارية لاسرائيل.

 بعد طوفان الأقصى كيف تستشرفون مستقبل الشرق الأوسط ؟

الكل يحلم بإعادة صياغته على هواه  الإيرانيون ، الاسرائيليون ، الأمريكان ، الأتراك ،  الروس . لكن من سيقرر في آخر المطاف هي الشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني الذي أسقط من كل الحسابات يوم 6 أكتوبر وأعاد يوم 7 أكتوبر التذكير بأنه لا قرار إلا لصاحب القرار.