جشع البرلمانيين يصل إلى قطارات "البراق"..

رغم الإمتيازات الكبيرة التي يحصلون عليها إلى جانب راتب شهري يقارب أربعة ملايين سنتيم، طالب النواب والمستشارون البرلمانيون بالغرفتين، في مراسلة مشتركة كل من الحبيب المالكي، وحكيم بنشماس، بتوفير نقل مجاني لهم على متن قطارات "البراق".

وجاء في المراسلة أن 515 برلمانيا دعوا إلى منحهم بطائق تنقل مجانية على متن قطارات "البراق"، رافضين الإستمرار في التنقل على متن القطارات العادية التي يملكون بطائقها مجانا، إضافة إلى تنقلات مجانية على متن الطائرات وتخفيضات جد هامة لتنقلاتهم خارج المهام الرسمية، فضلا عن بطائق تنقل مجانية عبر الطرق السيارة وإقامات مجانية في أرقى فنادق العاصمة، دون الحديث عن تعويضات يومية عن البنزين والتغذية مجانا بمحطات الوقود، وكذا تعويضات مالية ضخمة عن مهامهم خارج البلاد وداخل مدن المملكة في حال تنقلهم لمهام رسمية.

وحسب تقرير صحفية "ذي إندبندنت" البريطانية، فإن رواتب البرلمانيين المغاربة تبقى من أعلى الرواتب على المستوى الإفريقي، إذ تأتي في المرتبة الثانية بعد جنوب إفريقيا، التي يتلقى نوابها دخلا شهريا يقدر بـ6100 يورو، في حين يتقاضى نواب السنغال 3000 يورو كتعويض شهري، بينما لا تتجاوز رواتب النواب في تونس الـ1000 يورو، وهو ثلث ما يتقاضاه النواب في المغرب.

من جهة أخرى، أثار معاشات البرلمانيين جدلا كبيرا مؤخرا بالمغرب، بين مدافع عن استمراره ومن يعتبره "ريعا سياسيا" مقنن وخطوة غير دستورية. 

وأكد محمد الفتوحي، المحلل السياسي المغربي، أن طرح مقترح قانون حول معاشات البرلمانيين للنقاش في ظل الإحتقان الإجتماعي الكبير الذي يعيشه المغرب "سيفسد صورة العمل السياسي ونزاهته بشكل نهائي لدى المواطنين المغاربة". لافتا إلى أن المهمة البرلمانية "ليست مهنة، بل هي مهمة وطنية لتمثيل الشعب في قبة البرلمان". مضيفا أنه "لا يمكن لبرلماني أن يحصل على تقاعد مدى الحياة، مقابل مهمة سياسية لمدة محددة ومؤدى عنها، وبالتالي هذا ريع سياسي واضح".

وأوضح المحلل السياسي، أن "تقاعد البرلمانيين فضح رغبة جامحة لهؤلاء في تأمين مستقبلهم على ظهر الشعب"، مؤكدا أن البرلماني "دوره هو البحث عن حلول للأزمات الإجتماعية والمشاكل الإقتصادية التي يعانيها المغاربة لا السعي وراء الإمتيازات".

وكان الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أطلقا شهر نونبر 2018، خط القطار فائق السرعة (طنجة البيضاء) "البراق".