وفاة حليف المغرب "جاك شيراك" عن عمر ناهز 86 عاما
أفادت مصادر إعلامية، بوفاة الرئيس الفرنسي السابق "جاك شيراك"، اليوم الخميس 26 شتنبر، في المقاطعة الخامسة من العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر ناهز 86 عاما، حيث كان يعاني من التهاب رئوي، بعدما تعرض في سنة 2005 أثناء ولايته الرئاسية الثانية لجلطة دماغية، وخلف ذلك آثارا على صحته التي تدهورت.
وبدأ "جاك شيراك"، المزداد في 29 نوفمبر 1932، والذي تمتع بشعبية كبيرة في فرنسا والعالم العربي نظرا لمواقفه الشجاعة حيال قضايا الشرق الأوسط، أبرزها رفضه مشاركة بلاده في غزو العراق إلى جانب الولايات المتحدة بقيادة جورج بوش الإبن وبريطانيا بزعامة رئيس الوزراء توني بلير، ما أعطاه مكانة كبيرة لدى المجتمع الدولي؛ مشواره السياسي في ستينيات القرن العشرين عندما كسب معركته الأولى وأصبح مستشارا في بلدية سانت فيريول بمنطقة كوريز (وسط البلاد). وفي 1967، استمرت إنجازاته بفوزه بمقعد في البرلمان عن المنطقة ذاتها، ليمتد نضاله على مدى 40 عاما، فينتهي في 2007 بعد 12 عاما قضاها في قصر الإليزيه، حيث انتخب رئيسا للجمهورية الفرنسية لولايتين متتاليتين في العامين 1995 و2002، بعد مواجهة غير مسبوقة مع حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، ما جعل منه الرئيس الذي يقضي أطول فترة رئاسية بعد سلفه الإشتراكي فرانسوا ميتران. وبعد انسحابه السياسي، واصل نضاله الإنساني من خلال "مؤسسة شيراك" الناشطة من أجل السلام، وتم الحكم عليه بالسجن لسنتين مع وقف التنفيذ في 15 دجنبر 2011، وذلك بعد إدانته بالفساد وتبديد المال العام.
وظل المغرب الوجهة المفضلة للرئيس الفرنسي الأسبق "جاك شيراك"، وكان يستمتع بطبيعته وجوه الدافئ قبل أن تلم به الوعكة الصحية، وتجبره على مغادرة تارودانت التي عشقها لتلقي العلاج. وتبقى علاقته مع المملكة والأسرة الملكية بصفة خاصة من بين العلاقات الناجحة في تاريخ البلاد التي استمرت بعد وفاة العاهل الراحل الملك الحسن الثاني، وظلت مكانة شيراك محاطة بالتقدير والعناية اللازمة التي يكرم بها الملك محمد السادس، ضيف المملكة وحليفها التاريخي في فرنسا. وتعلق قلب الرئيس الفرنسي وزوجته برناديت، بمدينة أكادير الساحلية( جنوب)، التي صار يفضل تمضية أوقاته فيها، بدل سواحل الجنوب الفرنسي، نظرا لجوها الدافئ المناسب لظروف الرئيس الصحية، بالإضافة إلى كرم الضيافة التي يحيطه بها جلالة الملك والتي بلغت حد منحه القصر الملكي في المدينة للإقامة فيه.
ويؤكد "تاج الدين الحسيني"، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس في الرباط، أن العلاقات المغربية الفرنسية، عرفت "أبهى عصورها عندما كان جاك شيراك رئيسا للجمهورية"، مرجعا ذلك لعلاقة الصداقة "الوطيدة" التي كانت تربطه بالعاهل الراحل الملك الحسن الثاني. لافتا إلى أن شيراك، كان له نوع من التواصل الفكري والثقافي مع الملك الحسن الثاني، الذي كان معروفا بقدرته "الفائقة على معرفة الحضارة الفرنسية ومعرفة سلوكها الدبلوماسي، وحصل توافق فريد من نوعه بين الرجلين".
وسجل الحسيني، أن علاقات شيراك على المستوى الدولي كانت تتميز بالكثير من الحصافة، خاصة العربية والإسلامية، نظرا لكون الملك الحسن الثاني كان رئيسا للجنة القدس، واستضافة المغرب الكثير من المؤتمرات العربية، موضحا أن كل هذه العوامل تظافرت لتجعل من شيراك "أقرب الناس إلى النظام المغربي وأقربهم تفهما لحقيقة قضاياه بما فيها ملف الصحراء". مبرزا دور رئيس فرنسا في الدفاع عن المغرب لدى دول الإتحاد الأوروبي لمنحه المغرب مركزا أكثر تقدما، وشراكة أكثر تطورا عبر اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والإتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النضال من أجل منح المغرب وضع "الشريك المتقدم"، وهو وضع أعطى للمغرب مكانة "أكبر من شريك وأقل من عضو".
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 06:44 أجواء غير مستقرة في توقعات أحوال الطقس ليوم السبت
- الأمس 21:47 كان السيدات...اللبوءات في مجموعة قوية
- الأمس 21:00 نشرة إنذارية: طقس حار ورياح قوية بعدد من مناطق المملكة
- الأمس 20:04 بوريطة يبحث مع المفوض الأممي لحقوق الإنسان القضايا ذات الإهتمام المشترك
- الأمس 19:34 أنوار صبري يُطالب برفع الدعم الإضافي من الميزانية السنوية لجماعات إقليم سيدي سليمان
- الأمس 19:05 وسط صمت المدرجات...التعادل يحسم الديربي البيضاوي
- الأمس 19:04 منتخب جنوب السودان يقسو على أسود السلة في تصفيات كأس إفريقي