بكل روح مواطنة ... طبيبة بفاس تضع عيادتها الخاصة رهن إشارة وتصرف وزارة الصحة وتضرب بلاغ هيئة الأطباء بعرض الحائط!
تعتبر مهنة الطب من أنبل المهن وأشرفها، هذه المهنة الإنسانيّة التي يعمل بها من يحملون الرحمة في قلوبهم، ويتجولون كالملائكة بردائهم الأبيض، مخففين عن المرضى آلامهم وأحزانهم وأمراضهم، وزارعين البسمة على وجوههم، وساهرين على راحتهم، فلا تغفى أعين الأطباء قبل الإطمئنان على أولئك المرضى والتأكد من سلامتهم، لذا هم يعتبرون "نصف" شفاء الإنسان بلطف أرواحهم التي تكون كالبلسم، وإنسانيّتهم العظيمة، ورِقة قلوبهم.
وفي ظل انتشار جائحة كورونا، وغياب أي مؤشرات على قرب زوالها أو انقشاع غمتها، أعلنت سيدة في مقتبل العمر، طبيبة أخصائية في أمراض القلب والشرايين ، مالكة لعيادة طبية في نفس التخصص ، الدكتورة "الموساوي زينب"، استعدادها الكامل ووضع عيادتها الطبية كاملة وبالمجان رهن إشارة وتصرف وزارة الصحة للتخفيف من آثار الإصابات وتقديم كل الدعم للأطقم الطبية العاملة في هذه المجال هنا بالعاصمة العلمية للمملكة.
"زينب الموساوي" لم تكتفي بهذا الأمر وفقط ، بل سارعت للتعبير عن شجبها الصريح والقوي لدعوة زملائها في نفس القطاع للسيد رئيس الحكومة (سعد الدين العثماني) بتخصيص حصة دعم لعياداتهم جراء الأزمة المالية التي عصفت بقطاعهم نتيجة الجائحة، بل اعتبرت هذه الدعوة محاولة للخروج عن الإجماع الوطني الذي ارتضاه المغاربة في هذه الظرفية بالذات والقاضي بضرورة التكافل والتعاضد والإيثار والصبر جنبا إلى جنب وراء ملك البلاد صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله حتى تمر هذه الأزمة بسلام.
أزمة "كورونا" في شقها الإيجابي، أظهرت تآزر وتعاون كل فئات المجتمع المغربي ومؤسساته، إذ انخرطوا جميعا في إيجاد حلول مبتكرة لاحتواء أزمة كورونا والتخفيف من انعكاساتها على معظم فئات المجتمع خصوصا الفئات الهشة منها.
ويجب أن نتذكر دائما أن المغرب وجد بجانبه هذا "الطبيب" الذي سهر الليالي وكدّ في دراسته وبذل جهده ووقته من أجل أن يحصل على هذه الشهادة التي تؤهله حتى يكون إنسانا صبورا على من يعالجهم، رؤوفا بهم، واقفا من أجل مساندتهم وتقديم يد المساعدة لهم في كل الظروف وبكل استطاعته، وذلك من خلال حنوّه ولين كلامه، وحسن تدبيره وذكائه عند تشخيص حالة المريض وصرف العلاج المناسب له، بالإضافة إلى مخاطرته في حياته وتعريضها للخطر في سبيل إنقاذ المرضى في حالات الحروب والكوارث كـ(جائحة كورونا مثلا)، فمهنة الطب كما يقال عنها: (إن صناعة الطب صناعة فاعلة، عن مبادئ صادقة، يلتمس بها حفظ بدن الإنسان، وإبطال المرض)، فكم هي عميقة مكانة الطبيب وكم هي عظيمة المعاني التي تحملها وتنشرها هذه المهنة..!!
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 16:04 برّادة يراجع معايير اختيار مؤسسات الريادة الـ2500
- 15:26 صادرات الصناعة التقليدية المغربية فاقت 922 مليون درهم
- 15:03 السباق على البرلمان يبدأ مبكرا
- 14:29 جمعية رؤساء المجالس الجماعية ونظيرتها الفرنسية يُعزّزان تعاونهما
- 14:06 انخفاض كمية مُفرغات الصيد البحري بموانئ شمال المملكة
- 13:37 النصب بشيكات "مقاولين ذاتيين" يستنفر الأبناك
- 13:32 نقابيون يستنكرون تزايد هجمات الكلاب الضالة بالمحمدية