"البام" يسائل لفتيت حول إلغاء مجانية التنقل عبر الحافلات لذوي الإحتياجات الخاصة

بعد القرار المثير للجدل والذي رافق إلغاء شركة "ألزا" المفوض لها إدارة قطاع النقل العمومي بالرباط، مجانية تنقل ذوي الإحتياجات الخاصة عبر حافلاتها، عكس ما كان معمولا به منذ سنين طويلة؛ وجهت ابتسام عزاوي، النائبة البرلمانية عن حزب "الأصالة والمعاصرة"، سؤالا لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، تطالبه فيه بالكشف عن الأسباب وراء حرمان هذه الفئة من المواطنين من خدمة ستقلل من معاناتهم اليومية.

وقالت البرلمانية "البامية"، إن الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، أصبحوا مجبرين على أداء ثمن التذكرة، مما يشكل عبء ينضاف إلى المعاناة اليومية التي يواجهونها في مختلف مناحي الحياة. 

وبدأت مجموعة "ألزا" الإسبانية، قبل قرابة الشهر تشغيل الخطوط الجديدة لحافلات النقل الحضري في العاصمة الرباط وضواحيها، إضافة إلى 12 جماعة مجاورة.

وحرك هذا الإلغاء الجمعيات المدافعة عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وفي هذا الصدد، صرح عضو "التنسيقية الوطنية للدفاع عن حقوق المكفوفين وضعاف البصر"، قائلا: "أصبحنا نلاحظ في العشر سنوات الأخيرة، أن أي شركة تتعاقد مع الجماعات المحلية، لا يتم الإشارة لفئة ذوي الإحتياجات الخاصة في دفتر التحملات الخاصة بها". مضيفا أنه "عند مجيء شركة "ألزا" تم إلغاء مجانية ولوج المعاقين والمكفوفين للحافلات، حيث لم يتم احترام الظهير الشريف رقم 05.81 الذي جاء فيه أن ذوي الإحتياجات الخاصة لهم الحق في الإستفادة من مجانية التنقل".

وتابع المتحدث ذاته بالقول: "إن بطاقة ذوي الإحتياجات الخاصة، يجب أن تكون لدى المكفوفين والمعاقين في جميع المدن، ويجب أن تتدخل وزارة الأسرة والتضامن التي هي شبه غائبة تماما على المشهد، ولم نعد نعرف المسؤولية لمن سنحملها هل للجماعات أم للشركات أم لوزارة الأسرة والتضامن، ولكن كل هذه الأطراف هم معنيون ويتحملون المسؤولية".

وكان عدد من المواطنين، قد عمدوا إلى تخريب حافلة للنقل تابعة لشركة "ألزا"، وذلك بعد 24 ساعة فقط من انطلاقتها في تدبير النقل العمومي الحضري بالعاصمة الرباط وسلا وتمارة، وضواحيهم. وعلى إثر ذلك، أحالت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بمدينة سلا على النيابة العامة المختصة، الأسبوع الماضي، 3 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 22 و25 سنة، للإشتباه في تورطهم في نشر دعوات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تتضمن تحريضا صريحا على إلحاق خسائر مادية بأسطول حافلات النقل الحضري الجديدة بالمدينة.

وجاء في بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أنه جرى توقيف المشتبه فيهم على خلفية الأبحاث والتحريات، التي أعقبت رصد نشرهم لتدوينات عبر حساباتهم الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، تتضمن تحريضا صريحا على إلحاق خسائر مادية بحافلات النقل الحضري التي شرعت الشركة المستغلة في تسييرها مؤخرا بمدن الرباط وسلا وتمارة. مضيفا أنه تم إخضاع المشتبه فيهم لبحث قضائي لتحديد دوافع وملابسات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية المنسوبة إليهم، وذلك قبل أن يتم تقديمهم أمام العدالة فور انتهـاء فترة الحراسة النظرية.