X

تابعونا على فيسبوك

المبادرة الملكية الأطلسية: رؤية جديدة لتعزيز التعاون بين إفريقيا والأمريكتين

الأمس 23:37
المبادرة الملكية الأطلسية: رؤية جديدة لتعزيز التعاون بين إفريقيا والأمريكتين

نظمت كلية "ستاتن آيلند" التابعة لجامعة مدينة نيويورك ندوة أكاديمية هامة استعرضت خلالها المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس، بحضور شخصيات دبلوماسية وأكاديمية وإعلامية بارزة. في كلمته، أكد سفير المغرب لدى الولايات المتحدة يوسف العمراني أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا مبتكرًا للتعاون الإقليمي يهدف إلى تجاوز الإقصاء وتعزيز الاندماج الاقتصادي بين ضفتي المحيط الأطلسي، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح العمراني أن المبادرة الملكية تسعى إلى تطوير البنى التحتية للموانئ، مما يسهم في ربط الأسواق الإفريقية والأمريكية. كما تركز المبادرة على تنفيذ مشاريع استراتيجية هامة مثل خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يعزز الاندماج الإقليمي ويوفر فرصًا للازدهار المشترك. بالإضافة إلى ذلك، تهدف المبادرة إلى تسخير خبرات المغرب في القطاع الزراعي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في القارة الإفريقية، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز التكامل الإقليمي بعيدا عن النماذج التقليدية للعلاقات بين الشمال والجنوب.

واستلهامًا من التاريخ، تم التذكير في الندوة بمسار المستكشف المغربي مصطفى الأزموري، المعروف بـ"إستيبانيكو"، الذي كان أول إفريقي يصل إلى أمريكا الشمالية في القرن السادس عشر. واعتبر العمراني أن هذا المسار التاريخي يعكس المكانة الاستراتيجية التي شغلتها إفريقيا في الفضاء الأطلسي، مشيرًا إلى أن المبادرة الملكية تعيد إحياء هذا الإرث عبر مشاريع تعاون متقدمة تعزز من روابط إفريقيا والأمريكيتين.

كما شهدت الندوة توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وكلية "ستاتن آيلند" لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين المغرب والولايات المتحدة. وجرى عرض أعمال فنية تجسد رحلة "إستيبانيكو"، قدمها الفنانون المغاربة عبد الكريم الأزهر وعبد الإله الناصف، مما يعكس التداخل الثقافي والتاريخي بين ضفتي الأطلسي.

من جانبه، أكد القنصل العام للمغرب في نيويورك عبد القادر الجموسي أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة لتعزيز الدبلوماسية الثقافية، خاصة مع تزامنه مع شهر تاريخ الأمريكيين من أصول إفريقية. وأشار إلى الدور التاريخي للمغرب في تعزيز التبادل بين إفريقيا والأمريكيتين. بدوره، اعتبر الأكاديمي عبد السلام الإدريسي أن الندوة فتحت آفاقًا جديدة للحوار حول سبل تطوير الشراكات الأطلسية، مشددًا على أهمية استثمار الإرث المشترك لبناء مستقبل أكثر تكاملاً بين القارتين.

وتجسد المبادرة الملكية الأطلسية تحولًا جوهريًا في التعاون الإقليمي، حيث تفتح الباب أمام شراكات جديدة قادرة على تحقيق الازدهار المشترك وتعزيز التكامل بين إفريقيا والأمريكيتين. ومن خلال مشاريعها الطموحة، تسعى المملكة إلى ترسيخ موقعها كمحور استراتيجي في قلب المحيط الأطلسي، بما يعزز حضورها الدولي ويؤكد ريادتها في تحقيق التنمية المستدامة.


إقــــرأ المزيد