برنامج الدعم المباشر.. تكريس ملموس للدولة الإجتماعية كما أرادها جلالة الملك

يعد برنامج الدعم الإجتماعي المباشر الذي سيتم إطلاق العمل به نهاية السنة الجارية بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، تكريسا ملموسا للدولة الإجتماعية كما أرادها صاحب الجلالة. وفق رأي المحلل الإقتصادي "عبد الرزاق الهيري"، الأستاذ الباحث بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بفاس.

وقال "الهيري"، مدير مختبر تنسيق الدراسات والأبحاث في التحليلات والتوقعات الإقتصادية، إن هذه المبادرة تأتي "لتكريس السياسة الطموحة التي أطلقتها السلطات العمومية تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من أجل مغرب يتسم بالصمود على الصعيد الإقتصادي والتضامني والإجتماعي".

وأكد المحلل الإقتصادي، أن هذا الدعم الإجتماعي المباشر سيمنح للأسر المعوزة التي ليس لها أطفال، أو التي لها أطفال يقل عمرهم عن 21 سنة، ويشمل أيضا تقديم دعم جزافي يمنح لكل أسرة بمناسبة الولادتين الأولى والثانية. معتبرا أن قرار صاحب الجلالة توسيع هذا الدعم ليشمل الأطفال في وضعية إعاقة والمواليد الجدد والأسر التي تعيل أشخاصا مسنين يعد "مرادفا لسياسة استهداف فعالة تشمل جميع الشرائح الإجتماعية التي توجد في وضعية هشاشة".

وأشار إلى أن تفعيل برنامج الدعم الإجتماعي المباشر يشكل المرحلة الثانية من ورش تعميم الحماية الإجتماعية الذي يهدف بالأساس إلى النهوض بالرأسمال البشري في أفق تحقيق العدالة الإجتماعية والمجالية وصيانة كرامة المواطنين. كما يأتي استكمالا لمختلف البرامج الإجتماعية التي تم إطلاقها بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرنامج الدعم المباشر للنساء الأرامل في وضعية هشاشة، وبرنامج دعم تمدرس الأطفال، وبرنامج التقليص من الفوارق المجالية والإجتماعية.

ويرى الأستاذ الباحث أن سياسة الإستهداف هاته ستسهم في تعزيز الإدماج السوسيو - اقتصادي للأسر الفقيرة أو التي توجد في وضعية هشاشة، وتعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات. من جهته، قال المحلل السياسي "محمد بودن"، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن برنامج الدعم الإجتماعي المباشر يمثل صورة أخرى لإلتزام جلالة الملك محمد السادس، بجعل انشغالات المواطنين على رأس أجندة الأولويات الوطنية.

وأكد "بودن"، أن المسألة الاجتماعية كانت ولا زالت في صدارة أولويات جلالة الملك بالمتابعة الشخصية والتفاعل الدائم لجلالته مع التطلعات العميقة للمواطنين من أجل تمكينهم وتوفير الإمكانيات المتاحة بما ينعكس على حياتهم ويحسن ظروفهم عبر سلسلة من المبادرات التي أطلقها جلالة الملك في المجال الإجتماعي.

وأبرز المحلل السياسي، أن تفعيل برنامج الدعم الإجتماعي المباشر يمثل نقطة تحول جوهرية وتاريخية في مسار السياسات الإجتماعية بالمغرب وثمرة لرؤية ملكية سديدة جعلت من تحقيق العدالة الإجتماعية والمجالية هدفا موجها لمختلف المشاريع ذات الطابع الإجتماعي.

يذكر أن جلالة الملك محمد السادس، قد أكد، في خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، على الشروع في تفعيل برنامج الدعم الإجتماعي المباشر مع نهاية السنة الجارية.