X

تابعونا على فيسبوك

ذكرى المسيرة الخضراء.. رمز التلاحم بين العرش والشعب وتعزيز الوحدة الترابية

الثلاثاء 05 نونبر 2024 - 12:39
ذكرى المسيرة الخضراء.. رمز التلاحم بين العرش والشعب وتعزيز الوحدة الترابية

يخلد الشعب المغربي، غدا الأربعاء، الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء المظفرة التي تعتبر ملحمة تاريخية، ومن أروع صور التلاحم بين العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الوفي من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة.

وفي هذا السياق، أفادت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ لها، أنه “بكل مظاهر الاعتزاز والإكبار، وفي أجواء الحماس الوطني الفياض والتعبئة المستمرة واليقظـة الموصولة حول قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة، يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم الأربعاء 6 نونبر 2024، من طنجة إلى الكويرة، ذكرى من أغلى وأعز الذكريات الوطنية المجيدة في مسلسل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية”.

وأوضحت المندوبية “أنها الذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها عبقرية الملك الموحد، المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وانطلقت فيها جماهير المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي، ومن سائر ربوع الوطن في مثل هذا اليوم من سنة 1975، بنظام وانتظام، في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية المغربية لتحريرها من براثن الاستعمار الإسباني، بقوة الإيمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، أظهر للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وعزمهم وإصرارهم على إنهاء الوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري، بتماسكهم والتحامهم قمة وقاعدة”.

هذا وقد حققت المسيرة الخضراء المظفرة أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، سلاحها كتاب الله، والذود عن حمى الوطن وحياضه، والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق المسلوب والدفاع عنه.

وأبرزت المسيرة الخضراء للعالم أجمع، بالحجة والبرهان، مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب وفي وتصميم كافة المغاربة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال على استكمال استقلالهم الوطني وتحقيق وحدتهم الترابية، وأن سلاحهم في ذلك يقينهم بعدالة قضيتهم وتجندهم وتعبئتهم للدفاع عن مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية والذود عن حوزة التراب الوطني المقدس.

وأضافت أن المغرب قدم جسيم التضحيات في مواجهة الاحتلال الأجنبي الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن، وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب، والحماية الإسبانية بشماله، والنفوذ الاستعماري على أقاليمه الجنوبية، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام حكم دولي.

ومن جهته، بذل العرش والشعب تضحيات كبرى ورائعة في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة والخلاص من ربقة الاستعمار، إلى أن تحقق النصر المبين والهدف المنشود بانتصار الشرعية والمشروعية التاريخية وعودة بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن، مظفرا منصورا في 16 نونبر 1955، حاملا لواء الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، وداعيا رحمه الله لمواصلة الجهاد الأصغر بالجهاد الأكبر من أجل بناء وإعلاء صروح المغرب الجديد الناهض والمتقدم.

ولم يكن انتهاء عهد الحجر والحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر الاقتصادي والاجتماعي وإعلاء صروح الوطن، الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال.

وفي هذا الصدد، كان انطلاق عمليات جيش التحرير بالأقاليم الجنوبية سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني وتحرير الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني، واستمرت مسيرة التحرير بقيادة بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه، بعزم قوي وإرادة صلبة ليتحقق استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل 1958.

وواصلت المملكة في عهد المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، مسيرتها النضالية باسترجاع مدينة سيدي إفني (30 يونيو 1969)، وتكللت بالمسيرة التاريخيـة الكبرى (6 نونبر 1975) التي جسدت عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري سلمي وفريد يصدر عن قوة الإيمان بالحق وبعدالـة القضية الوطنية، استرجـاع الأقاليـم الجنوبية، وكان النصر حليف المغاربة، وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976، إيذانـا بانتهـاء فترة الاحتـلال والوجود الأجنبي بالصحراء المغربية، وتلاها استرجـاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.


إقــــرأ المزيد