X

تابعونا على فيسبوك

رياضيون صنعوا مجد كرة القدم...عبد المجيد الظلمي أو الملقب ب«المايسترو»

الجمعة 08 يونيو 2018 - 18:43
رياضيون صنعوا مجد كرة القدم...عبد المجيد الظلمي أو الملقب ب«المايسترو»

كثيرون هم الرياضيون الذي صنعوا أمجاد وتاريخ كرة القدم، وظلت أسماؤهم منقوشة في ذاكرة الاجيال، لأنها صعبة على النسيان. هم جيل من الرواد تركوا بصماتهم واضحة في الملاعب والمباريات، على الرغم من أنهم لم ينالوا حظهم من الاعتراف بالتضحيات التي قدموها في سبيل خلق الفرجة وتمتيع عشاق المستديرة بلحظات قوية من الانتشاء من خلال إنجازاتهم الخالدة.

"ولو.بريس" يختار لكم ضمن هذه السلسلة الرمضانية أسماء ووجوها لامعة كان لها فضل كبير في صناعة تاريخ المستديرة، وسنحاول التعريف بأهم الإنجازات التي حققتها والأحلام وكذا الطموحات الكبرى التي راودتهم طوال مشوراهم الكروي.

عبد المجيد الظلمي من مواليد 19 أبريل 1953 يعد من أبرز وأشهر لاعبي كرة القدم المغربية على مر التاريخ، وأكثرهم شعبية، هو الذي حظي بحب كبير وتقدير لافت من طرف الأوساط الكروية المغربية، سواء تعلق الأمر بالجماهير أو الممارسين والمسؤولين، على اختلاف أعمارهم، لذلك لقب بـ"المايسترو"، نظير قدرته الفائقة على ضبط توازن الفريق والمنتخب، و"المعلم" لفنياته وتقنياته، كما حمل لقب "الحكيم الصامت"، لأنه كان "يتكلم داخل الميدان أكثر مما يتكلم خارجه"، الشيء الذي خوله لقب "أسطورة كرة القدم المغربية".

اكتشف الظلمي الساحرة المستديرة في شوارع كازابلانكا بالضبط في حي درب السلطان أو كوبا كابانا المغرب، حي أنجب نجوم الكرة المغربية، هناك رضع عبد المجيد أبجديات الكرة على الطريقة المغربية حيث تعلم المراوغة بشكل غريب جعله يكون مميزا طيلة مشواره الرياضي الحافل، تقنياته ولمساته الكروية الفنية وتمريراته الثابتة والمحكمة جعلت منه واحدا من أفضل لاعبي وسط الميدان في تاريخ كرة القدم بالمغرب وقارة إفريقيا والعالم العربي، بل هناك من يمنحه حق تبوؤ أفضل لاعب وسط ميدان على الإطلاق ومن دون منافس.

بدأ الظلمي مشواره الكروي رفقة  شبان الرجاء البيضاوي سنة (1971-1972)، قبل أن يشارك مع كبار الرجاء في الموسم الموالي، وفاز معه بلقب كأس عصبة أبطال أفريقيا تحت قيادة الخبير رابح سعدان.

وجاء إلى المنتخب المغربي سنة 1971، وعمره آنذاك 18 سنة، حيث خاض رفقته أكثر من 140 مباراة دولية، وقاد النخبة الوطنية للفوز بكأس أمم إفريقيا عام 1976 بأثيوبيا، كما أنه شارك رفقة الأسود في ملحمة المكسيك عندما تأهل المنتخب الوطني للدور الثاني من منافسات كأس العالم لسنة 1986.

وعايش الظلمي أجيالا مختلفة من لاعبي المنتخب، وربما ذلك جعله الحكيم الصامت الذي يتكلم داخل الميدان أكثر مما يتكلم خارجه، كما نال جائزة الأخلاق النبيلة من طرف اليونيسكو موسم 1992 عن جدارة وإستحقاق، لأنه لم ينل قط ورقة صفراء طيلة مشواره فقد كان همه الأول والأخير لعب كرة القدم خلق المتعة، الفرجة.

يصنف عبد المجيد الظلمي من عظماء الساحرة المستديرة في المغرب لأنه أستاذ الكرة، و"المايسترو" بكل بساطة، وبرحيله فقدت الكرة المغربية فيلسوفها الأول، رجل ترك بصمات بماء من ذهب على الكرة المغربية.

توفي عبد المجيد الظلمي عن سن ناهز 64 سنة بالدارالبيضاء، إثر أزمة صحية ألمت به، وشهد رفقاء وخصوم " الراحل" في الملعب، على السواء، على أن الظلمي كان وسيظل إلى الأبد اللاعب النموذجي المتميز بخصاله الإنسانية و"الفنية" القليلة والفريدة. فالظلمي القليل الكلام والخجول كان يجد في مغازلة كرة القدم أفضل طريقة يعبر بها عن حبه لها.


إقــــرأ المزيد